عبدالعزيز بن سعود المتعب
تكاد تُجمع الساحة الشعبية قاطبة على ما يميز الشاعر والإعلامي هلال المطيري عن غيره إن شعرًا أو فكراً أو رقياً في تعاطيه مع الآخر ناهيك عن دقته المتناهية في القصيدة ورقّة صُوره وعمق رموزه وجمال أخيلته. كما أن محطاته الإعلامية في الصحف والمجلات وثّقت جهوده المتنوعة في خدمة الأدب الشعبي، جمعتني به زمالة وصداقة ومحبة متبادلة في الله منذ أن كنت طالبا في القانون بجامعة الملك سعود وكان الغالي «أبوسارة» طالبا في كلية الآداب، عُرِف بنقاء السريرة وسرعة البديهة وأدبه الجم وروحه المرحة وسخريته الهادفة -اللاذعة- ينتزع منك الابتسامة في لحظات حزنك بشكل يفوق الوصف وكم في ذاكرتي من ذكريات غالية معه لا تُنسى منذ ما يربو على عشرين عاما.
وباختصار كما يقولون يجمع (الشعر والمرجلة) وله شوارد من الشعر نالت نصيبها الكبير من الشهرة يحفظها رفيعو الذائقة عن ظهر قلب منها:
يا كثر ناس الشعر والشعر يا قلّه
وكم واحدٍ لو يموت! الشعر ما قاله
وقوله:
جيت بحياتي مثل عمي وخالي
ما اخترتهم واغليتهم مثل ما اغليك
وقوله:
بعض البشر طبعه مقدَّر ومحشوم
وبعض البشر عيبٍ عليك احترامه
واللي ستر جسمه عن الناس بهدوم
وش يستره لا صار عيبه كلامه
وبما أن الإبداع في تعريفاته الكثيرة المتنوّعة يعني ببساطة سِمَة أو حالة أو فعل يتم من خلاله ترجمة الأفكار الجديدة والخيالية إلى حقيقة عملية وواقع ملموس فإن قصيدة الشاعر هلال المطيري في مهندس الكلمة الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن جاءت مختلفة عن النمطي السائد حيث ضمّن كل بيت في القصيدة شاهد على إبداع الأمير بدر بن عبدالمحسن من روائع قصائده المُغَنّاة الشهيرة بحسه البلاغي الرفيع ليكتمل ألقها ويفرض الجمال نفسه في لوحة شعر مبهرة:
ياسيّد الشعر والشعّار والّلي قراك
من يوم (عطني المحبة) لين ما أكذب عليك
تمشي وحنّا ورى جرّة قلمك ووراك
(تعب الطريق) وتعبنا وانت كلٍ يبيك
تشابهوا وإنّسوا غير إنت ما احدٍ نساك
(زل الطرب) والليالي كلّها تحتريك
ما تشبه إلا انت والباقين تشبه سواك
حتى (سكوت الكلام) اللي تبي ينتهيك
بالله بلّغ مسانا يسعد الله مساك
وشلون أخذت الرياض (وليلها في يديك)
ما زاد بشت الاماره غير منكب وفاك
(من طاب يحمد) وحظ الشعر لا صار فيك