حمد بن عبدالله القاضي
** المواقف المتميزة للرموز ورجال الوطن الكبار تبقى بالذاكرة وتستحق الاستذكار سواء لمن رحلوا عن دنيانا أو ممن لا زالوا بيننا بدءاً من مؤسس هذا الوطن وحتى عهد خادم الحرمين الملك سلمان.
أتوقف بهذا المقال عند موقفين لافتين لأحد قادة هذا الوطن الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.
* * *
=1=
o إقامة العدل وقدرة الملك فهد على الإقناع
* هذا الموقف يجسّد حرص الملك فهد رحمه الله على العدل وسعيه لإقناع الشاكي، وقد روى لي أحد رواد التعليم المربي المعروف ومدير التعليم الأسبق بمحافظة عنيزة أ/ عبدالرحمن الصالح العليان قائلاً: كنت مع لجنة أهالي عنيزة بزيارة للملك فهد بإحدى المناسبات وخلال جلوسنا دخل رجل المجلس وسلّم على الملك ثم خاطبه قائلاً: قضيتي يا بو فيصل اللي سبق أن قدمت خطاب شكوى بشأنها حكم القاضي عليّ وضاع حقي، وبعد أن استمع الملك له رحمه الله قال: إن كان لك حق فلن يضيع بهذا الوطن الذي يحكم بشرع الله الذي أمر بالعدل ثم قال له سأحيل قضيتك إلى 12رجلاً من خيرة أبناء الوطن ويمتازون بالعلم والنزاهة والأمانة، فسُرَّ الرجل ودعا للملك وقال هذا ما أريده فقال الملك سأحيل قضيتك إلى مجلس القضاء الأعلى وثِقْ مرة أخرى بأنه إن كان لك حق فستحصل عليه فخرج الرجل راضياً.
* * *
= 2 =
o والاستنارة برأي الآخرين
موقف يرسّخ حرص الملك فهد على أخذ رأي المسؤولين عنده وتداول وجهات النظر معهم.
هذا الموقف رواه لي معالي د. عبدالعزيز الخويطر رحمه الله.
يقول لي: اتصل بي الملك فهد مساء يوم أحد وتحدث معي أنه غداً الاثنين سيتم طرح الموضوع الفلاني وسمّاه على مجلس الوزراء ولا أريد أن أبدأ به بل أريدك أنت تتحدث عنه لكي لا يجامل الوزراء عندما يرون أنني أؤيد الموضوع المطروح، ثم إذا أبدى الوزراء رأيهم بحرية أبديت رأيي على ضوء ما سمعت من الجميع.
* * *
وبعد:
رحم الله الملك فهد هذه مواقف مشرقة لأحد قادة ورموز هذا الوطن وهذه» روح القيادة» عنده كما أطلق عليه المعرض الناجح الذي جال مناطق المملكة حاملاً اسمه رحمه الله.
وكم يجمل تذكير الأجيال بمواقف قادتنا: وفاءً لهم وإفادة من تجاربهم وتذكيراً بما نذروا فكرهم ووقتهم وجهودهم لبنائه واستقراره.
* * *
** آخر الجداول
* من قصيدة د غازي القصيبي برثاء الملك فهد رحمهما الله
كانَ ملءَ العيون فهدٌ فما
حُجّةُ عينٍ دُموعها لا تُراقُ؟
عَجبَ النعشُ من سكون المُسجَّى
وهوَ من عاش لم ينلهُ وِثاقُ
عَجبَ القبرُ حين ضمّ الذي
ضاقت بما في إهابه الآفاقُ
يا أبا فيصلٍ عليك سلامُ الله
ما خالجَ القلوبَ اشتياقُ!