د. محمد بن صقر
هناك تساؤل يطرحه كثير من الجماهير في معرفة ما السبب في إخفاق بعض الوزراء ولماذا لم تنجح هذه الوزارة ولماذا نجحت تلك الوزارة؟ ولماذا هذا الوزير عندما يكون في وزارة أخرى تكون ناجحة؟ هل المسألة هي (حظ) كما يحب البعض تسميتها أم إنها تخطيط وإستراتيجية وعمل دؤوب؟ وإذا كانت قائمة على التخطيط والإستراتيجية لماذا يرتبط النجاح بالأشخاص أكثر من كونه مرتبطاً بالإستراتيجيات والعمل المؤسسي على الرغم أن لكل وزارة إستراتيجية وأهدافاً. للإجابة على هذا التساؤل بشكل واضح قمت بعمل دراسة سريعة حول سِرِّ نجاح هذه الوزارات وهل هو مرتبط بالأشخاص أو الرؤية والإستراتيجية التي تعمل بها الوزارة, ولعلي أطرح أبرز ما خلصت له بشكل موجز وبعدة نقاط تتمثل في أن جميع الوزارات التي نجحت كانت قائمة على اتباع الوزير سلسلة من الإجراءات والخطوات تتمثل في ما يلي: إن الوزير قابل فيها الحقائق القاسية والإخفاقات المتواجدة للواقع بكل شفافية وموضوعية وكانت نظرته للأعمال التي تقوم بها الوزارة على أساس أنها عملية مستمرة تحتاج للتطوير, وكنتيجة لذلك فسيكون هناك إخفاقات ومجالات للتطوير ولابد الوقوف عليها.
أيضاً من النقاط الأساسية التي تم رصدها وجود مساحات للإنصات وثقافة الإنصات كانت حاضرة مع الجماهير ومع العاملين والمشاركة في الحوار والتحليل دون اللوم وقد استخدم بعض الوزراء وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة رأي الجمهور في أداء وزارته.
أيضاً جميع الوزرات التي نجحت إعادة ترتيب الأولويات بناءً على الأهم في المهم والمرتبطة بالأهداف الحقيقية وليس الأهداف الثانوية والانتقال من منطقة الراحة إلى منطقة المواجهة للتحديات, فالوزير الناجح يعلم أن أول وظيفة له هي حل المشاكل ومواجهة التحديات وتقديم الأفضل والابتكار, وليس الاتكاء على الكرسي والتقاط الصور.
أيضاً الوزير الناجح مُدرك إلى ما يمكنه أن يكون الأفضل فيه من خلال الخدمات التي تقدمها الوزارة, فليس هدفه تقديم الخدمة فقط بقدر ما يكون الهدف الحقيقي له هو في تقديم الأفضل في الخدمة, وهذا المعيار هو شديد الأهمية, فقد تمتلك الكفاءة الأساسية لتقديم الخدمة لكن ليس بالضرورة أن تستطيع أن تقدم الأفضل فيها, ومن أجل ذلك لابد أن تنظر إلى ما يجعلك أن تقدم التميز في ذلك وهذا يقودنا إلى محرك هذا الأمر وهو من ضمن النقاط المهمة التي تم رصدها وهو شعور الوزير بشغف اتجاه عمله, وهذا الشغف يجعله يقود العملية نحو النجاح والتطور وتحقيق الأهداف ويكون مواكباً لعملية التغيير والتطوير, إضافة إلى ذلك نجد أن الوزراء الناجحين يوجد لديهم ثقافة الانضباط مع المبادرة ووضوح الهدف الذي يمكن قياسه للعاملين في الوزارة وهذه هي الفيزياء القانونية لوصفة النجاح أما سِرُّ فشل الوزراء في وزارتهم فهو عكس ذلك تماماً.