إيمان حمود الشمري
التغير يتطلب شجاعة، والشجاعة تتطلب تحمل العواقب أيًا كانت سلبية أم إيجابية، فالكثير يجلسون في كرسي وثير بمنطقة الراحة ولكنهم لا يصنعون فرقًا، (فالحياة إما أن تكون مغامرة وإما لا تكون شيئًا)، هو في النهاية خيارك إما أن تكون مع الأغلبية، أو تكون الاستثناء الأجمل.
مازلت أخضع لإجراءات الحجر في زيارتي الأولى للصين، وقد شارفت المدة على الانتهاء لأنضم إلى البرنامج الإعلامي المخطط للإعلاميين العرب والذي سوف يتضمن جولة في جمهورية الصين الشعبية لنتعرف على هذا البلد وعلى هذا الشعب عن قرب، لذا هو يستحق الصبر وتحمل الحجر.
حضارة تمتد إلى آلاف السنين تحمل عبق الماضي وتواجه التطور والتكنولوجيا بصمود، فشعبها لم يتأثر بإفرازات الغرب واحتفظ بأصوله وعروقه الممتدة من تلك الحضارة، وبضاعتهم وتحفهم مرآة تعكس تاريخهم.
هذه بضاعتهم لم ترد إليهم.. وإنما أغرقت الأسواق العربية والعالمية، حتى أصبحت في متناول الفقير وأشبعته بعدما كانت البضاعة الأوروبية وقفًا على الأثرياء!! فالوقت هو عجلة العصر السريعة التي سارت عليها الصين فدخلت مضمار المنافسة بشراسة.
الصين عملاق الصناعة وعصب الحياة الاقتصادية، والتنين المخيف الذي يؤرق مضجع أمريكا، أتيت لها من قلب العاصمة السعودية الرياض وأنا كلي شغف لاكتشافها عن قرب.
في الساعة العاشرة حجرًا.. أكتب مذكرات استثنائية بتوقيت الحجر، سوف تصلكم على شكل مقالات أسبوعية من الصين إلى جريدة الجزيرة، لتقف في عامود تقرؤونه وتكتشفون من خلاله نبذة مبسطة عن هذا البلد الذي لا تكفيه صفحات معدودة.
هنا سأقضي قرابة الثلاثة أشهر، أكتسب وأعطي في الوقت ذاته، أحمل في قلبي الوطن وأنشر ثقافتنا بينهم فكلنا سفراء لبلادنا خارج حدود الوطن.
غدًا ستنتهي مدة الحجر وسأنطلق إلى الانضمام للبرنامج الإعلامي الموجّه للعرب، وستبدأ رحلة الاكتشاف والكتابة والإعلام، وسوف أسعى جاهدةً لأشرّف (المملكة العربية السعودية) في هذه الدعوة التي وُجهت لي، فباسمها سأجوب الصين، في كفي نخلة وعلى كتفي مسؤولية تمثيل بلدي، أسعى إلى ترك أثر جميل يذكرهم ببلد يحمل لهم كل الود والحب والاحترام، ويعنيه تقوية أواصر الروابط فيما بين الشعبين، علني أكون جسرًا يصل جبال طويق وأسوار الدرعية بسور الصين العظيم.