عبده الأسمري
امتلأت أجهزة هواتفنا اليومين الماضيين بمئات التبريكات والتهاني ما بين «ملصقات» جاهزة و»تصاميم» مجهزة تراوحت بين الدعاء والرجاء.. وتباينت من الأمنيات إلى الطموحات كجزء من «روتين» سنوي متعامد على «العبارات» ومعتمد على «المراسلات» بعيدًا عن قراءة «التفاصيل» التي تستحق «الاستقراء»، وتتوجب «التحليل».
جاء «عام» جديد بحتمية «الزمن» وفرضية «العمر» ليضيف إلى أعمارنا «رقمًا» إضافيًا، ويفتح لنا «صفحة» جديدة، تنتظر منا «التوقيع» و»الوقع» في مسارات حياة «مفروضة»، ومدارات عيش «واجبة»، وسط «غفلة» تحتال علينا من بوابة «النسيان، وجهل يسري بيننا من ذاتية «الإنسان»..
نراجع الحسابات البنكية ونسترجع الذكريات المنسية باحثين عن «عناوين» للثبات و»مخارج» للإثبات وسط دوائر عيش تستوجب «الكفاح»، وتستلزم «النجاح» على مستويات «دنيوية» في ظل «سطوة» الظروف و»قسوة المتغيرات».. ونبقى متسائلين عن «تاريخ» اليوم وموعد «الغد» وزمن «المستقبل»..
يمر شريط «الحياة» أمامنا سريعًا وكأن «الأيام» تسير بتسارع يزيد من عام إلى آخر في ظل «لهاث» وراء المطامح و»لهفة» نحو المصالح.. مما يسقط الإنسان في مصائد «الزمان» ومكائد «النسيان» بعيدًا عن تواصل حقيقي ووصال واقعي مع «نماذج بشرية» تجمعه بهم روابط «القربى» وصلات «الرحم» وموجبات «الصداقة» وعزائم «الوفاء»..
تنقضي السنون فيكون الإنسان مدينًا بالحقوق والواجبات، ومدانًا بالتباعد والانقطاع متناسيًا «سداد» حقوق المعروف و»إكمال» فروض الواجب فتكثر «الصدمات» وتتعالى «المصادمات» ما بين شخصيات تؤسس للعرفان وأخرى تشيع «النكران»..
كم هي «الوجوه» التي غادرت و»الأسماء» التي اختفت و»الأنفس» التي توارت و»الأجساد» التي رحلت بأقدار «الرحيل» في موت مفاجئ أو وفاة صادمة.. لنبحث عن «السلوان» في «دوائر» الرضا، ونستلهم «النسيان» من «مصائر» القناعة.
تفرض الطبيعة البشرية التي يكتفنها «الغموض» أن يرابط الإنسان على «أسوار» الانتظار مع بداية اليقظة حتى الخلود للنوم متأرجحًا بين نهارات تفرض «الكدح» ومساءات تتطلب «الارتياح» في ظل «واجبات» و»مسؤوليات» لا تستثني أحدًا تتطلب «السعي» المرتبط بالأسباب والمترابط مع الأقدار لتظل «النفس» في انتظار مستديم للنتائج وسط «توجس» مسبق و»تفاؤل» مؤقت و»تصديق» لاحق..
تمتلئ «الحياة» بالقصص وتكتظ بالشواهد وتزخر بالحقائق التي تجعل «الإنسان» أمام تجارب فعلية كان فيها مشاركًا أو شريكًا أو متسببًا أو فاعلاً أو مستفيدًا لذا فإن الناجح من اقتنص «العبرة» في كل «معبر» جديد لمرحلة أو اعتبار سديد أمام تجربة ليكون صاحب «القرار» ومالك الصلاحية في إدارة سلوكه وتشخيص وضعه وإفادة نفسه وصولاً إلى الغنيمة من كل خير والسلامة من كل شر.
تظل مدارات «الانتظار» فارغة وقد تتحول مع الوقت إلى «مهجورة» بسبب جهل «الإنسان»، التي يجب أن يملأها بالاعتبار وأن لا يكون من «المنتظرين» أمام «بوابات» الاتكالية ومن «المتكئين» على الاعتمادية بل يجب أن يكون «معتبرًا» وليس «منتظرًا» في ترجيح حقيقي للعقل وتوظيف واقعي للمنطق بعيدًا عن «التقاعس» النفسي وبمنأى عن «التكاسل» الاجتماعي.
تتوالى السنون في منظومة زمنية مستمرة رغمًا عن المتغيرات التي يكون الإنسان وسطها «محور» ارتكاز تدور عليه «الدوائر» وتنتظره «المصائر» التي تظل في طي «الغيب» الأمر الذي يعلي صوت «القدر» ويرفع صدى «القضاء» في حياة البشر وهم أمام ذلك في نتائج مختلفة ومتعاكسة من «النجاح» أو الفشل و»السقوط» أو «النجاة «و»العزيمة» أو «الهزيمة»..
الأعوام أرقام ترتهن إلى «زمن» يتباين بين «الماضي والحاضر والمستقبل»، ويظل الإنسان أمامه حائراً بين «حسابات» التغير وسائرًا نحو «ضروريات» التغيير مما يجعله في صراع بين «انتظار» مرفوض و»اعتبار» مفروض ارتهانًا إلى محطات «حياتية» تقتضي الوقوف فيها بحثًا عن «هوية» الذات ومضيًا نحو «غاية» الثبات..