د.سعيد بن عطية أبوعالي
عندما كنا ندرس بالولايات المتحدة الأمريكية كان هم بلادنا يعمر قلوبنا، متى نتقدم؟ متى نمتلك أدوات التقدم؟ وتأتي الأجوبة واضحة وصريحة، نحن مسلمون والإسلام دين علم وهداية، نحن بنينا حضارة تنشد رفاه الإنسان حيثما كان، ونحن الطلاب الذين ندرس في بلاد مختلفة مثل الطاقة الحقيقية لبداية نهضة تسير ببلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة، ولكننا نحتاج إلى مشروع نهضة أو ما يسمونه برنامج عمل تعتمد عليه في مسيرتنا.. إذن من يعد المشروعة ومن أين نبدأ؟ حقا إن للأمم لحظة إلهام تبرز على يد أحد أبنائها.. والمشروع على أي حال يحتاج إلى إرادة سياسية وإلى إجماع شعبي.. وذلك ليس ببعيد.
عدنا إلى بلادنا، واتجه كل منا إلى موقع العمل، وأذكر أنني زرت أحد زملاء الخارج في مكتبه فقال ما رأيك فيما ترى؟ فقلت وماذا أرى؟ قال هذا الغبار يتطاير على الأرض؟
تراكتورات تحفر هنا. مركبات كبيرة تسلك الطرقات. مبان ترتفع هناك. ابتسمت قائلاً: إني أراها بوادر نهضة قادمة. ابتسم زميلي وقال: وأنا أرى رأيك.
قامت بالمملكة والحمد لله منذ التأسيس بوادر نهضة وتقدم، مساجد وجوامع، وعن خدمة الحرمين الشريفين فحدث ولا حرج. وعُبدت طرقات طويلة، أقيمت مشاف حديثة، ومبان مدرسية جديدة، ومراكز للتدريب، ومعاهد وكليات، وجامعات عملاقة، قامت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالرياض، أنشئت المطارات الدولية والمحلية، وقامت مدينتا الجبيل وينبع للصناعات الثقيلة، أنشئت الكليات العسكرية، اهتمت الجامعات بالدراسات العليا، أصبح لدينا أساتذة أفذاذ وأطباء وطبيبات ماهرات، ومهندسون أكفاء، ولكن من يحرك هذه الكفاءات ويحفزها على العطاء؟.
جاء صوت.. دوى صوت تملؤه روح المواطنة والثقة في المواطن والإيمان بأن بلادنا تحتوي كنوزا فوق الأرض وتحتها، بل إن الصوت يقول إنه يعتمد على مكنونات أرضنا، وعلى قدرات شبابنا وشاباتنا وإن ثقته في شعبنا ثابتة ثبات جبل طويق، وإن طموحه يتسامى حتى يلامس الثريا وزيادة.. ذلك الصوت الوطني الهادر هو صوت الشاب الطموح، الذي درس داخل المملكة وتربى في أحضان المسؤولية والعزم والحزم، إنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، عندما بشر بخطة مستقبلية ولمدة عشر سنوات تجعل من وطننا بلداً متقدماً ومن شعبنا شعباً يتزود في مسيرته بالعلم.
ونحن اليوم في العام الثالث 2022م من بداية الرؤية أصبحنا نجني كثيراً من ثمارها في مجالات مختلفة وترى هذه الثمار تعم أنحاء البلاد.
1. تجديد برامج خدمة الحرمين الشريفين واستقبال الحجاج والمعتمرين والزوار.
2. تحريك المخزون الثقافي لشعبنا وبلدنا في مجالات الإبداع والرسم والنحت والتمثيل (التشخيص) وأنشئت وزارة الثقافة عام 1439هـ وتم إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في عام 1442هـ.
3. تحفيز القدرات الرياضية لدى الشباب وإنشاء وزارة للرياضة 2020م.
4. بلغ عدد الجامعات 64 جامعة، وتم الاهتمام بالبحث العلمي وحصلت المملكة على المركز الأول عربياً، والمركز الرابع عشر عالمياً في مجال الأبحاث المتعلقة بوباء كورونا، وعلى المرتبة الأولى عربياً والخامسة والعشرين عالمياً في مجال براءات الاختراع.
تقدمت الجامعات السعودية بمؤشر ريادة الأعمال ضمن المرصد العالمي لريادة أعمال التعليم الجامعي ( GEM) من المرتبة 42 إلى المرتبة 23 وتبوأت المملكة المركز الأول عربياً والتاسع والعشرين عالمياً من حيث نهضة وجودة الأبحاث العلمية على مؤشر (Nature Index) للعلوم الطبيعية.
5. تحفيز التعليم بجميع مراحله، وتحفيز التفوق الدراسي.
6. المحافظة على توازن أسواق البترول.
7. تشجيع التجارة باجتراح وسائل تجارية متجددة تقوم على العلم والمعرفة مثل التجارة الرقمية، وتشجيع الاستثمار في الداخل والخارج حتى أصبح صندوق الاستثمار السعودي ضمن أكبر عشرة صناديق سيادية في العالم.
8. متفوقة على كوريا الجنوبية وفرنسا واليابان وايطاليا والهند والأرجنتين وتركيا.. ذات الاقتصادات المتقدمة، وذلك في مجال إيجاد بيئة داعمة ومحفزة للتنافسية في محاور الأداء الاقتصادي، وكفاءة الحكومة، وكفاءة الأعمال والبنية التحتية. وهذا ما عزّز تنافسية المملكة عالمياً لتصبح من «أسرع الدول نموًا في العالم». وكل هذه المعلومات إجمالاً وتفصيلاً يوثقها الكتاب السنوي للتنافسية العالمية الصادر عام 2022م الذي أصدره المعهد الدولي.
وهكذا تأتي (رؤية المملكة 2030) لتجسد:
أولاً: طموحات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نصره الله.
ثانياً: تحقيق همَّة ورغبة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين أيده الله بالقول الثابت والعمل الصالح.
ثالثاً: تعزيز روح القيادة بين شعبنا وشعوب دول قمة العشرين، وكذلك جميع الشعوب في العالم بما يحقق مصالح العرب والمسلمين.
رابعاً: تعزيز طريق البناء للتنمية والتقدم تحقيقاً لأهداف وإستراتيجية (رؤية المملكة 2030) بحوله تعالى وتوفيقه.
إنني أدعو إلى أن نتضامن جميعاً مع ملهم الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وفقه الله، لتحقيق أهدافها المرجوة في ظل مولانا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز نصره الله.
حقق الله الآمال وبارك لنا في قيادتنا وشعبنا.