سهوب بغدادي
إنها ظاهرة عالمية شائعة في الآونة الأخيرة في عدد من الدول بحسب هيئات الإحصاء والجهات المعنية بالتعداد، إذ أشارت التقارير إلى أن معدلات الإنجاب قد تدنت إلى مستوى غير معهود، ويعزى هذا التراجع إلى أسباب ومعطيات عديدة، تتوافق وتختلف من شخص إلى آخر، ولكنها في المجمل لا تتعدى أحد هذه النطاقات، الاقتصادية، والصحية، والاجتماعية، والثقافية، إذ تعد التغيرات التي شهدها العالم اجتماعيًا وثقافيًا بسبب الثورة الرقمية والمعرفية وما إلى ذلك من المعارف، إلى اختلاف تركيبة الأسرة من أسرة ممتدة إلى نووية، وأصبح الآباء والأمهات يخرجون إلى العمل على حد سواء الأمر الذي قلص ساعات وجودهم في المنزل وبالتالي تقلصت ساعات الرعاية التي كانت لصيقة بالمرأة وحكرًا عليها في فترة ليست ببعيدة من الفترات، كما ساهم الوعي المجتمعي في إعطاء الطفل حقه اللازم من العناية والرعاية والتربية والتعليم، ونشدد على الحق الأخير باعتبار أنه يتداخل في المنحى الاقتصادي والمادي فالتعليم في المدارس الخاصة باهظ الثمن، لذا قد يكتفي البعض بطفل أو اثنين لضمان توفير هذه الاحتياجات المتواترة للأطفال، إنه أمر جميل من منظور آخر، فمجرد اهتمام الآباء بمستقبل الأبناء وإن كان مطوقًا بالتحديات أمر مطمئن باعتبار أن الطفل بحاجة إلى الحب والحنان وتلبية احتياجه النفسي قبل المادي بعكس ما كان متعارفًا عليه سابقًا، المتمثل في خروج الأب لإيجاد لقمة العيش وتوفير الماديات للطفل مع إيكال المهمة الأهم إلى الأم، إن عدد الساعات التي يقضيها الآباء والأمهات مع أطفالهم اليوم أقل مما كانت عليه في السابق، إلا أن جودة الوقت المقدم أفضل ومفعم بأساليب التربية الحديثة والاهتمام إذا تم تطبيقها بالطريقة الصحيحة وبشكل واع، فأغلب المربين يطلعون على الكتب والمنصات الداعمة للتربية والطفل في مراحله المختلفة بل إن الأم قد تبدأ بالبحث عن كل ما يهم الطفل منذ لحظات الحمل الأولى.
في ختام الموضوع، إن كثرة الأطفال ليست بالأمر المفصلي بل مدى فاعليتهم في المجتمع والقيمة التي يقدمونها له.