يتفق المهتمون بالشأن الاجتماعي والتاريخي أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حسن العبدالله النعيم. واحد من أبرز رجالات منطقة القصيم في عصره وأحد أبرز التجار والوجهاء وأصحاب الرأي. أكتسب احترام الأمراء والوجهاء وجميع طبقات المجتمع نظير خلقه الرفيع وحسن تعامله مع الجميع بدون استثناء.
* أسرته:
أسرة النعيم من الأسر الكبيرة في منطقة نجد وسط السعودية ولها تاريخ كبير.. حظيت الأسرة بمكانة عالية بالمجتمع وأنجبت الأسرة عدداً من أبرز رجالات الدولة. ورجال العلم والفكر والأدب والتربية والتعليم. ورجال المال والأعمال، الذين أدوا أدوراهم المميزة والناجحة في خدمة الوطن والمجتمع بكل أمانة وإخلاص. وتعود أصولها لقبيلة بني خالد الشهيرة.
* النشأة:
ولد الشيخ حسن النعيم في العام 1270هـ في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم.
ونشأ في كنف والده رحمه الله.. رباه على القيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. ونشأ كبقية أفراد أسرته على تربية صالحة..
وكان والده من وجهاء مدينة عنيزة وله مكانته الخاصة لدى المجتمع.. وكان من أثرياء منطقة نجد المعروفين.
وانضم إلى رحلات «العقيلات التجارية». وعمل في التجارة في الكويت والعراق والشام وفلسطين ومصر وركز غالب أنشطته التجارية في الأردن. واكتسب ثقة جميع المتعاملين معه نظير ما يتمتع به من أمانة وإخلاص.
كان مولده عام 1270هـ. في عنيزة. وتوفي عام 1352هـ توفي بالأردن وكان صاحب كرم وشجاعة ورأي سديد..
تكفل يرحمه الله ببناء مسجد في منطقة البلقاء بالأردن بمدينة والمسجد لا زال قائماً تؤدي به جميع الصلوات ويحمل اسمه يرحمه الله.
* تحمل المسؤولية:
تعلم الشيخ حسن العبدالله النعيم من والده أعمال التجارة. وكان مرافقاً لوالده بكثير من سفراته التجارية. فتعلم فنون المتاجرة.. وطرق البيع والشراء. وتعرف على التجار والمشترين والبائعين.
فحين توفي والدهم يرحمهم الله كان قد بلغ من العمر الـ45 عاماً.. ورث عن والده التجارة.. كما ورث رعاية شؤون إخوانه وأخواته وأسرته.. فحل محل والده ليكون كبير الأسرة وعميدها..
واستمر على نهجه بالتعامل بالحكمة ولين الجانب.. وكان سديد الرأي وإليه كانت ترد الكثير من الأمور والشؤون. لإبداء الرأي والتحكيم بين المتخاصمين..
كما كان كريماً سخياً مع الجميع يقصده القاصي والداني لطلب جوده وكرمه وشفاعاته المتعددة.. ولم يبخل عن أحد في أي مسألة طلبت منه..
كان حريصاً على أداء فروضه الدينية وغيور على حرمة الإسلام والمسلمين.. عرف عنه تدينه.. وأداء تعاليم الدين الإسلامي الحنيف كما كان من حفاظ كتاب الله الكريم.. ولم تشغله شؤون الأعمال والتجارة حرصه التام بالتمسك في تعاليم وشعائر الإسلام الحنيف.
أعتبره جميع أفراد أسرته الأب لهم.. وحظي بمكانة عالية من التقدير والمحبة والاحترام.
كما أن أبناء مدينته قدروه ورأوا فيه الرجل الشهم الكريم المبادر لعمل كل خير وصلاح..
أما التجار فقد كان كبيرهم الذي أكتسب كامل ثقتهم نظير تعاملاته التجارية المنضبطة ونظير أمانته الشديدة في كل تعاملاته التجارية.
* الشجاعة والقيادة:
عرف عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حسن العبدالله النعيم شجاعته وإقدامه.. وجرأته في الحق. إضافة إلى المهارات القيادية العالية التي كان يتمتع بها..
وخلال رحلاته التجارية الممتدة بين الكويت والعراق والشام وفلسطين والأردن.. كان يصادف بعض المحن وبعض الاعتداءات وكان يقابلها بكل قوة وحزم.. ويحرص على شحل همم من معه من الرجال.. فكان يحسن التصرف بمثل هذه المواقف شديدة الخطورة..
ونظير شجاعته ورأيه السديد وتمتعه بروح القيادة فقد تولى قيادة جيش البلقاء في الأردن. وخاض معارك عديدة وكان التوفيق حليفه.. وانتشر صيته وسمعته كقائد عسكري شجاع وحكيم في الأردن والشام والجزيرة العربية.
* تجارته:
ورث الشيخ حسن العبدالله النعيم التجارة عن والده ومنه تعلم فنونها وأصولها وآدابها..
وخطا أولى خطوات العمل التجاري بدعم وتشجيع من والده -يرحمهم الله-.
وبعد وفاة والده حمل المسؤولية بشكل كامل.. وأداء كافة أعمال والده التجارية وحرص على تقويتها وإتمامها..
كانت غالبية أعماله التجارية تنحصر في شراء وبيع الأغنام والإبل والخيول.. وكان صاحب نظر ومعرفة في هذا المجال..
وحرص على إشراك أخوته في الأعمال التجارية وتدريبهم على أصول العمل التجاري الناجح.. وخاصة ما يتعلق بالتجارة الخارجية وفي آخر سنوات عمره وسع ونوع في أعماله التجارية لتشمل مجالات غير التجارة بالخيول والإبل والأغنام..
انضم لقوافل العقيلات التجارية.. وكان أحد أبرز رجالها وواحد من أهم وأقوى تجار العقيلات..
سافر للتجارة لعدد من الدول في العراق والكويت وسوريا وفلسطين. وكان مركزه التجاري الأقوى في الأردن وتحديداً في مدينة البلقاء شرق الأردن.
* الاستقرار بالوطن:
بعد سنوات العمل والترحال لتجارة وطلب الرزق.. قرر الشيخ حسن العبدالله النعيم الاستقرار في وطنه.. فحط رحاله بعد عشرات الرحلات في مسقط رأسه ومدينة أسرته عنيزة بالقصيم وتحديداً بحي الشفيع..
وكان في مقدمة المباركين والفرحين بإعلان توحيد المملكة العربية السعودية. وشارك مع أبناء مدينته في استقبالات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل لمدينة عنيزة.. وفي عنيزة تفرغ الشيخ حسن العبدالله النعيم للعبادة ورعاية أسرته وخدمة مجتمعه.. ولم تنقطع علاقاته التجارية وخاصة بالأردن حيث كان يرسل الحملات التجارية إلى هناك..
* حياته وأسرته:
تزوج يرحمه الله ثلاث زوجات وأنجب أربعة من الأبناء وأربع بنات. وحرص على رعايتهم وعلى أن ينشأوا النشأة الصالحة وتوفي في عنيزة عام 1375هـ. عن عمر يناهز الـ68 عاماً.
تميز طوال حياته بسيرته العطرة والسمعة العالية.. يستحق عليها الوفاء والتكريم والثناء الحسن.
** **
- عارف العضيلة