إيمان الدبيّان
عاصمتان أوروبيتان كانتا محط أنظار العالم في الأيام القليلة الماضية ليست لمتابعة أحدث العطور الباريسية، ولا للتعمق في الحضارة اليونانية؛ ولكن لمعرفة أدق تفاصيل زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله - نعم أقول أدق التفاصيل فالناس سعوديون وغيرهم يتابعون ويهتمون بكل ما يقوله سموه وما يلبسه وما يفعله، تحيته خطواته، استقباله وداعه، وقبل وبعد هذا اتفاقياته، تأثيره وكل ردوده كل العالم يتابع صديقنا وعدونا ولدى كليهما صار صيته ذائعاً.
في سنوات مضت كانت بعض المناهج وبعض من أبتلينا بهم داخليًا وخارجيًا يحاولون غرس مفاهيم محبطة وأفكار نتنة ويحصرون السياسة والبطولات العربية والإسلامية في زمن الصحابة وبعض من خلّدهم التاريخ بصورة مشرقة نادرة، ويجتهدون في زرع التشاؤم في أرواحنا وأن الكسل والتقاعس هو طبع شبابنا؛ ولكننا بعدما تخلّصنا منهم بفضل ملهمنا وأنموذج العمل الهادف وخيرة شبابنا الأمير محمد بن سلمان، بفضله تبدلت المفاهيم، واستبدلت الترانيم، بفضله تغيَّرت عقليات وصححت توجهات ولمسنا نماذج متميزة من الكفاءات، فلم ينته الشباب العربي المسلم مع ابن السبعة عشر عامًا كأسامة بن زيد -رضي الله عنه - في حروب الردة، ولا مع سياسي العصر الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله - ولا مع موحِّد ومؤسِّس الوطن الملك عبدالعزيز -رحمه الله - أقول لم ينته بهؤلاء، بل استمر هذا الشاب بهم كلهم عمراً وحنكة وحكمة وسياسة هبة من الله ووراثة منهم وتنشئة بثقافتهم، فأخذ من صغار الصحابة حماسهم وإقدامهم، وأخذ من المؤسس شجاعته ومواجهته، ومن الفيصل فعله لكل قوله.
في أثينا كانت اتفاقيات الطاقة والكيبل البحري والرياضة وغيرها، وفي باريس مذكرات تفاهم في مجالات مكافحة الجريمة وحماية وتشجيع الاستثمار بين البلدين، والكثير الكثير من الاتفاقيات كلها وكثير غيرها تبلور دور الأمير محمد بن سلمان في قيادة دولته وأمته وتأثيره في توحيد الصفوف ورأب الصدع والبعد عن النزاعات والقضاء على الخلافات، فاستحق أن يكون مثلاً يحتذى وسياسيًا به يُقتدى.