في منطقة الخليج العربي يطلق على صاحب سفينة الصيد أو سفينة التجارة وربانها اسم النوخذة وهو القائد الفعلي للرحلة البحرية وصاحب القرار فيها ولأهمية هذه المهنة وكونها جزءاً من ثقافة المملكة في المنطقة الشرقية وأنها كانت جزءاً مهماً من اقتصاد المنطقة فما كان من فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في مدينة الجبيل ومن دورها الثقافية ورسالتها الفنية إلا أن تسلط الضوء على هذا الموروث المهم في معرض فني تضمن عديداً من الأعمال الفنية والأعمال الحرفية التي تعنى بهذا الموضوع برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية, افتتح سعادة محافظ مدينة الجبيل الأستاذ عبدالله العسكر معرض (نوخذة) التشكيلي في قرية ومنتجع الريم في مدينة الجبيل حيث اشتمل المعرض على 110 أعمال فنية وحرفية متنوعة من لوحات فنية تشكيلية بأساليب ومدارس فنية متنوعة وخطوطاً عربية صاغت الأهازيج البحرية وجمال مفرداتها وأعمال حرفية حاكت الموروث الشعبي للمنطقة من سفن بأنواعها وأبواب خشبية منقوشة بزخارف المنطقة ومفرداتها ومجسمات حملت اسم المفردات اليومية في المنطقة من بيوت ودكاكين وغيرها من تفاصيل الحياة اليومية وصوراً فوتوغرافية نادرة لنفس الموضوع.
وأوضح محافظ الجبيل أن المعرض أسهم في إثراء ودعم القطاع الثقافي في الجبيل، ليعكس الرعاية والاهتمام اللذين يوليهما صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية - حفظهما الله -، لتحقيق تطلعات رؤية المملكة 2030 في تطوير القطاع الثقافي، ومواكبة التنمية الثقافية التي تشهدها المنطقة الشرقية.
ورفعت رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الدكتورة منال الرويشد شكرها لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية -حفظه الله-، على رعايته الكريمة لمعرض «النوخذة» الفني الذي يعد أحد الإنجازات النوعية لفرع الجمعية في الجبيل، كما أنه إضافة للثقافة السعودية وأحد المعارض النوعية المميزة في تقديم الموروث الثقافي والحفاظ عليه لبيئة الصيادين بمجتمع الجبيل كبيئة بحرية وربط المعرض بالمباني والعمارة والأهازيج ودور المرأة من خلال الفلكلور الشعبي يبرز تفاعل الإنسان مع بيئته ومحيطه الاجتماعي.
من جانبها أوضحت مدير فرع جمعية جسفت بالجبيل نادية العتيبي أن معرض «النوخذة» يجسد صورة جمالية للتراث البحري والموروث القديم لمدينة الجبيل، حيث تضمن لوحات تشكيلية تمايزت فيها المدارس الفنية، كذلك المنحوتات الخشبية للسفن والأدوات المستخدمة لصناعتها، والأعمال الحرفية المتنوعة التي تحاكي حياة الموروث المعماري والنقوش الفنية ومخطوطات فنية أبرزت الأهازيج البحرية التي تغنّى بها «النوخذة» في رحلات الصيد، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية للجبيل قديما ً ومما ميز هذا المعرض أيضاً هو المجهود الواضح والتكاتف الرائع بين فريق العمل بالجمعية السعودية للفنون التشكيلية بالجبيل ممثلة بالأستاذة نادية العتيبي مديرة الفرع والأستاذ علي اللغبي والأستاذة عزيزة تركستاني وباقي الفريق وتكاتف الجهات الحكومية والأهلية في المنطقة دعماً لهذه الثقافة وهذا الموروث ليظهروا بنتيجة فاقت التوقعات من موضوع وأفكار ونماذج مشرفة من أبناء المنطقة وضيوفهم من فناني المملكة.
** **
- عبدالله عبدالرحمن الخفاجي
AL_KHAFAJII