أكتب لكم اليوم قصة صاحبي الذي انتقل إلى القفص الذهبي كما يقولون وسأحكي لكم قصة هذا الصاحب وأرجو ألا يكون ساحبا لي بالثانية!
- سألته لماذا تودع العزوبية بثقافتك أنت
- قال:
مودّعا العزوبيّة بلا رجعة بإذن الله وحتى لا ينال ظهري بعض النواعم من النيل مني دون معرفة تفاصيل سأحكي لكم بعضها إن اتسعت مساحة مقالك أيها السعلي...
قال صاحبي الظريف:
كنت وما زلتُ وفيّا مع زوجتي السابقة، مرضت بالخبيث أجارنا الله وإياكم منها، ويشفي كل من ابتلي بهذا الداء العضال يارب، المهم ثلاث سنوات وأنا معها كم حاولت وطلبت مني أن أتزوّج عليها، فرفضت وأصرّت وما زلت حتى دمعت عيناها يرحمها الله فقال: حللني قلت لها:
الله يسامحك دنيا وآخره فأجهشت بالبكاء: لقد أرحت قلبي أنت وفيّ وقليل من الرجال مثلك...
حتى توفاها الله وجلست بعدها سنتين حتى ألملم ألم الفراق، وخطبت وملّكت وحال نشر هذا المقال تكون زوجتي الثانية بين يدي نقرأ سويا ما كتبتُ هنا...
- قلت له بضحكة ماكرة سعليه..
كيف يا صاحبي المثقف؟
قال:
سأفرح وأرقص وأضرب بالدفّ والزير لأنها سُنّة الحياة.
أما مواصفات من دخلت قلبي وسكنت فيه من خطفت عيني وتعلّقت برموشي وغطاها جفني مسرورا فهي هيا عدّوا معي فقط قولوا: ما شاء الله... الله يبارك لهما ويجمع بينكهما يا كريم:
- قلت له آمين اكمل:
عشرينية الهوى، ثلاثينية الغرام، عقلها يوزن بلد، قلبها طيّب كالملائكة، إن تحدّثت تقول في نفسك: ليتها تكمل، وإن صمتت تقول: سبحان ربي ذي الجلال وإن تحرّكتْ عيناها سرّت الخاطر، ودخل قلبك الفرح لأنها مملكة السعادة، هي سكن الراحة والاطمئنان، نشيطة كالذرة حين يلسعها النار، طولها مقسّم نصفين الأول بشري مثلنا والثاني عنقود من العنب يتدلّى ناضجا يسهل قطفه، حورية البحر عفيفة طاهرة اليد واللسان..
قلت له وماذا تلبس يا صاحب السعادة:
قال:
عريس في مشلح يشعّ بياضا كشماغي، والناس حولي يهنئون مبارك مبارك يا عرس الحقيقة شعور لا يوصف أبدا.. وداعا للعزوبية يا...
سطر وفاصلة
لا تسألي أين أنا
شوقي إليك في السّنا
أنتِ وطني دونك حبيبتي
أنا بلا وطن
مُعلّق في الفضاء كالدمى
ابتسامتك أرضي
سمائي نور وجهك
ضحكتك في أذني صوت فيروز
طربي إليسا حين ترقص
تملأ حياتي وتغمر الدُنا
كم بنيت من القوافي بيوتا
فبنيت قصري بالحصور
أتيت حبيبتي وحرفي وأنا
صوتي يرقص يسأل لِمَ
** **
- علي الزهراني «السعلي»