علي الصحن
حزمت الفرق الكروية في الأندية السعودية حقائبها، ويمم غالبها إلى الشمال البعيد من أجل البدء في تحضيراتها للموسم الرياضي، وفي هذا الوقت حيث يرسم القائمون على هذه الفرق ملامح موسمهم الجديد، ويكتبون خططهم ومشاريعهم، هناك مشجع يخط أحلامه ويعلق آماله على المستجدات والمتغيرات والوعود التي يسمعها كل يوم عن فريقه، وينتظر أن يكون الأمر مختلفاً وأن يكون فريقه منافساً، وأن ينهي آلام السنين الطوال، ويجعل الأمل واقعاً على الأرض عوضاً عن كونه قصراً من رمال أو نظرة في الخيال.
المعسكر التحضيري في بداية الموسم، قد يراه البعض ترفاً، ويقولون إن فائدته معدومة، وأن الأندية قد تقع ضحية السمسار فتتورط في ملاعب سيئة وتجهيزات سيئة، ومواجهات ودية لا تضيف شيئاً.
ويرى بعض آخر أن المعسكر ضرورة بالذات في هذا الموسم، إذ أن المسافة الزمنية الفاصلة بين الموسم الماضي والموسم المنتظر قصيرة، وقد لا تكون كافية للاعب والإداري للراحة والاستجمام الكافي، خاصة الفرق التي نافست حتى النهاية، وأُرهق لاعبوها بما فيه الكفاية، وستكون فرص نجاح المعسكر كبيرة، إن أحسن المخططون اختيار مكانه والفرق التي يلاعبها فيه، فهو فرصة لالتقاء اللاعبين طوال اليوم، كما هو فرصة ليعرف اللاعبون زملاءهم الجدد، ويمتزجون معهم، ويكسرون حواجز البدايات معهم، وفرصة للمدرب - خاصة الجديد - في التعرف على لاعبيه وطبائعهم واحتياجاتهم الفنية والنفسية.
أعتقد أن الأهم في المعسكر ليست الأجواء اللطيفة، بل حسن اختيار مكانه، وأن يكون في مركز متكامل بتجهيزاته الفنية والطبية، وأن يكون على الأقل أفضل مما هو متوفر في مقر النادي، وأن يتضمن ملاعب ذات أرضيات جيدة ومريحة، والأهم أن يحسن القائمون على الفريق اختيار الفرق التي سيلعب معها المباريات الودية، فليس المهم أن تفوز بخمسة وسبعة وعشرة، وأن يسجل لاعبك الجديد (هاتريك) في كل مباراة، وأن يتمكن الحارس من صد ضربة جزاء، الفريق لم يذهب لإعلان نجاح صفقاته الجديدة، ففي النهاية (الدوري يكذب المعسكر أو يصدقه) الأهم أن تكون المباريات مع فرق جيدة، تحقق الغرض الذي تقام من أجله، وتعطي نتائج ومعطيات واقعية عن الفريق.
******
- في كل صيف تتحدث بعض الأندية والإعلام المحسوب عليها عن صفقاتها، وتصورها بأنها الأفضل، وأن الفريق سيكون صاحب الصولة والجولة خلال الموسم، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
- نجاح الصفقة ليس بقيمتها المادية ولا ببهرجتها الإعلامية، بل بالقيمة الفنية للاعب، فكم من لاعب جاء بثمن مرتفع، وصاحب حضوره ضجيج إعلامي، وأقيم له استقبال الأبطال وفرش له السجاد الأحمر، وفي النهاية غادر من الباب الضيق، وكم من لاعب دخل مع هذا الباب وخرج من الباب الواسع بعد أن حقق نجاحات لافتة ومعطيات فنية مميزة.
- لم يقفوا مع فريقهم في عز حاجته لهم، واصطفوا مع آخرين نكاية بطرف ثالث لم يأبه بهم ولم يعلم عنهم أصلاً، وعندما وقع المحذور خرجوا ليعلموا غيرهم الفروسية واحترام المنافس... فــ (هلا لنفسك كان ذا التعيلما).
- مشكلة البعض أنه يمتدح الرئيس أو الإداري ويسبغ عليه كل عبارات الإشادة، وعندما يكون هناك إخفاق أو قرار غير مدروس فإنهم يحملونه أطرافاً أخرى، ويخرجون صاحبهم من الملامة، رغم أن أي إداري مؤهل للنجاح ومعرض للخطأ، ما دام يقوم بعمله.
- يتشدقون بالمهنية وهم يهينونها بطريقة أو بأخرى.