الشاعرة المتميزة «مهابه» من أبرز الشاعرات السعوديات اللائي واكبن نهضة الوطن ومنجزاته المُشرِّفة كما أن قصيدتها «رؤية المملكة 2030» التي أهّلتها للفوز بجائزة الملك عبدالعزيز للأدب الشعبي كانت مثار اهتمام وإعجاب واعتزاز الجميع ومطلعها:
فجرٍ جديد وشمس تشرق للأجيال
من جيلنا هذا لجيلٍ بَعَدنا
أعشوشبت صحرا طموحات وآمال
وهبّت نسانيس السعد يابلدنا
أقبل سحاب الخير بالخير همّال
خيراََ يعم أقصى بلدنا والادنى
بالرؤية اللي جات من نسل الابطال
عرّاب نهضتنا ووالي عَهَدنا
نسل الملوك معرّب الجد والخال
مانبلغ المقصود لو به قصَدنا
عزاََ لدار العز به راسنا طال
نادر حراراََ سرّنا في هددنا
ومنها قولها:
(نيوم) وآمالاََ بها كل الآمال
والبحر الأحمر به مشاريع زدنا
وكذلك قولها:
وطويق به قدِّية الخير تختال
ووعد الشمال بكل خيرٍ وعدنا
انجاز بالأرقام ماهو بالأقوال
في كل موقع صرح للمجد شدنا
كما أن عمقها ودقتها في انتقاء مواضيع قصائدها في كافة أغراض الشعر الأخرى استند إلى ركائز أهّلت موهبتها لصدارة المشهد منها ثقافتها العالية ومخزونها اللغوي كشاعرة صاحبة تجربة متبلورة تماماً ترفض نمطية غيرها من الشاعرات الأخريات كقولها:
ياهاجس الشعر فكري بالجزل ودّه
اتعب على جيب جزل الشعر من شاني
اغرف من البحر لا تحفر صخر عدّه
ولا تقطف من الزهر لو كان ريّاني!
وتقول بشفافية بوح عذبة في موضع آخر من القصيدة:
أحمل تعب ضامرٍ جور الزمن هدّه
واشعل بدربه شموعٍ للأمل ثاني
إمّا تخفّف عناه بلحظة الشدّه
وتسير بلسم جروحٍ وسط وجداني
والاَّ اترك الحال عنّك جاه ماسدّه
يكفيه مافيه.. من لوعه وحرماني
وتفعيلاً لقول أمير الشعراء أحمد شوقي -رحمه الله- (أنتم الناس أيها الشعراء) نأت الشاعرة المتميزة «مهابه» بنفسها عن كل ما لا يليق بنبل الشاعرة وتساميها عن صغائر الأمور التافهة في منعطفات مشوار الحياة لترسم أنموذجاً يحتذى لنهجها من الشاعرات في مضامين القصيدة الرفيعة بقولها:
لو شفتني مع من ظلمني تسامحت
عادي ولا به يازماني غرابه
رميت خلفي كل ما راح وارتحت
وكسبت راحة خاطري عن عذابه
ماهو لأني منّهم ماتجرّحت
لكن لأني يازماني (مهابه)
الى احترقت بجمرهم يازمن فحت
بعود طيب أصلي وعطر الرحابه
اسمو بنفسي فوق لين إنزلوا تحت
لين أعتلي لحدود عرش السحابه
لو كل طعنة غدر من جرحها صحت
يمدي لصوتي كل حيَا درابه
كم لي وأنا عن خافي الحال ما بحت
واصارع الواقع بعزم وصلابه
ومنين ماتاخذني إيد القدر رحت
ورضا وماجابه لي الوقت جابه
وفِي تفاؤلها ونظرتها الاستشرافية المفعمة بالأمل تزرع البهجة والطاقة الإيجابية برقة متناهية وعذوبة منسابة في قولها:
تبسّم بوجه المبتسم لك يطيب الفال
ولو به ورى عين الرضا.. عين شَمَّاته
تجاهل مدام ان التجاهل يريح البال
وتحامل على جرحٍ على الله مشكاته
ولو تحزنك خيبة هقاوي وموت آمال
ترى الدمع فوق القبر مايحيي امواته
وبما أن الأمومة من أعظم الهبات التي خص الله بها المرأة فإن الشاعرة المتميزة « مهابه» ضربت أروع الأمثلة سواء من الجانب الإنساني أو -من منظور نقدي- مخاطبة ابنتها بقولها:
اللي تبين فداك لاتطلبي راي
نبي نجيبه لك وتستاهلينه
نشريه لو يصعب على كل شرّاي
ولو مالقينا قيمته نستدينه
انتي وتين القلب يانور دنياي
الأمر لك قولي وش اللي تبينه
أضيق أنا ويزيد همّي وبلواي
إلى شفت في وجهك ملامح حزينه
وبابوح لك في سر يسكن خفاياي
من عقب ماهو بين قلبي وبينه
أشعر بذنبٍ ماتغفره هداياي
لو أشتري لك كل مابالمدينه
الله ياما اكبر وما اعظم خطاياي
ماله عذر لو عذرنا تقبلينه
خطأ ولا شفته وأنا بأول اصباي
إلاّ بعد عمري ذبل ياسمينه
لو قلت وش الرأي ماعاد به رأي
جرت.. بما لاتشتهيه السفينه
** **
- محمد بن علي الطريّف