محمد السنيد - «الجزيرة»:
على رغم تزامن الإجازة الصيفية وطفرة السفر مع موسم الحج، كانت تحدياً لبعض المطارات الدولية في السعودية، إلا أن انسيابية مرحلة المغادرة كانت فارقاً في مطار المؤسس ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة، في ظل إخفاقات لمطارات دولية لا تزال تعاني من التأخير وتكدس الأمتعة.
الفصول الدراسية التي أصبحت ثلاثة وتزامنها مع بداية موسم الحج، أثرت لمدة 4 ساعات على مطار الملك خالد الدولي في الرياض، حيث تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي الازدحام الذي كان سببه تأخر في إجراءات المسافرين، كذلك إشكاليات بالأمتعة في مطار الملك فهد الدولي، رغبة الناس الملحة بالسفر هي الأخرى كانت تحدياً لمعظم مطارات العالم، بعد تسرب عدد كبير من العاملين في المطارات الدولية عن العمل بسبب جائحة كورونا وما تبع ذلك من تقليص للرواتب واستغناء عن بعض العاملين.
تعاون وتكامل الجهات سمة لهذا الموسم، خصوصاً لدى العاملين في منظومة الطيران والمطارات، حيث أوضحت الحسابات الرسمية، اجتماعات للهيئة العامة للطيران المدني و مطارات القابضة التي تشرف على إدارة 25 مطاراً وكذلك شركات الطيران الوطنية ومشغلي الخدمات وكافة المعنيين من الجهات الرسمية الأخرى.
هذا التكامل أسهم في نجاح مطارات المملكة خلال موسم حج هذا العام 1443هـ من خلال تحسن ملحوظ في الجانب التشغيلي وكذلك الاتصالي، بدعم وتوجيه من وزارة النقل والخدمات اللوجستية والهيئة العامة للطيران المدني، وبقيادة وإشراف شركة مطارات القابضة على الأداء التشغيلي لمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، ومطار الطائف الدولي، ومطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز بينبع، بداية من الاستعدادات لاستقبال الحجاج إلى مغادرتهم أرض الوطن من خلال إنجاز العديد من المشاريع النوعية الخاصة والهادفة إلى تطوير وتحسين خدمات المطارات في الحج، بما يتفق مع معايير استراتيجية قطاع الطيران المدني، المعنية في الارتقاء بخدمات المطارات كافة، وتعزيز التكامل في منظومة المطارات في المملكة. وقدمت منظومة المطارات خدماتها لكافة ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام 1443هـ، حيث بلغ عدد الحجاج حسب المنافذ الجوية 771,409 حاج وحاجة، وبلغ عدد حجاج الخارج الواصلين عن طريق مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة 420,278 حاجاً وحاجة، وبلغ عدد حجاج الخارج الواصلين عن طريق مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة 318,401 حاج وحاجة؛ من خلال الدعم والتكامل من شركة مطارات القابضة وشركاتها التابعة (شركة مطارات جدة، شركة مطارات الرياض، شركة مطارات الدمام، شركة تجمع مطارات الثاني) المشغلة لـ27 مطاراً من مطارات المملكة.
وعملت شركة مطارات القابضة بجهود كبيرة وملحوظة من خلال شركاتها التابعة المشغلة للمطارات فيما يتعلق بالعمليات التشغيلية للمطارات؛ لتحقيق أعلى معايير السلامة والأمن والراحة وانسيابية الحركة لضيوف الرحمن وتفعيل دور غرفة العمليات المشتركة لاتخاذ القرارات التشغيلية اللازمة، بدءاً من قدومهم وحتى عودتهم إلى ديارهم سالمين غانمين إن شاء الله عبر العمل على تطبيق المعايير المعتمدة بمشاركة كافة الجهات ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن وذلك تنفيذاً للخطط التشغيلية التي شارك فيها أكثر من 27 جهة أمنية وحكومية وتشغيلية.
كما قدمت مطارات القابضة من خلال شركاتها التابعة المشغلة للمطارات الكثير من الرسائل الاتصالية والجهود التوعوية من خلال منصات التواصل الاجتماعي والتي وثقت موسم حج هذا العام وساهمت في تعرف الحجاج على كافة الإجراءات بكل يسر وسهولة وبطرق مبتكرة، وحظيت هذه الرسائل بمشاهدات عالية، ولاقت الكثير من الاستحسان والأصداء الإيجابية في أوساط رواد منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وكان مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة الأكثر استقبالاً للحجاج، حيث كان العمل على قدم وساق وبفترة كافية قبل موسم حج هذا العام من خلال تجهيزات كبيرة على كافة المستويات، حيث تم العمل على تسريع رحلة الحاج من الطائرة إلى الحافلة لتستغرق 25 دقيقة فقط، وجُهزت 3 صالات لاستقبال الحجاج (مجمع صالات الحج والعمرة، صالة رقم 1، الصالة الشمالية)، بمساحة تصل إلى أكثر من 1.3 مليون متر مربع، وتستوعب يومياً أكثر من 127.8 ألف مسافر، وتحتوي على 562 منصة لإنهاء إجراءات السفر، وتحتوي على كافة المرافق الضرورية ووسائل الراحة، محطة قطار الحرمين السريع، مراكز بيع ماء زمزم، موقع مخصص للمطاعم والخدمات التجارية، مناطق للحافلات وسيارات الأجرة، مراكز تغليف آمن والعديد من الخدمات الأخرى.
وفي مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة فقد وصل إجمالي عدد المغادرين 130.329 حاجاً غادروا خلال الأيام الماضية عبر المطار إلى بلدانهم بعد زيارتهم المدينة المنورة.