عثمان أبوبكر مالي
إشارات واضحة وتصريحات صادقة وتغريدات عميقة وأدلة دامغة ومساحات نشطة قدمت يوم الاثنين الماضي، بعد نهاية (الجمعية العمومية غير العادية) التي عقدت في النادي الأهلي. توضيحات وتأكيدات تجمع على أن (العلاقة انتهت) بين أعضاء الجمعية العمومية والرئيس ماجد النفيعي وأعضاء إدارته، ولم يعد هناك قبول ولا إمكانية تعامل بين الطرفين، خاصة إذا أمعنا النظر فيما ذُكر عن (الحوار الساخن) أثناء انعقاد الجمعية والنقاش الذي تم، وما تسرب منها عبر مقاطع (صوتية) ثم تم تأكيدها من خلال التصريحات الإعلامية وبعض التغريدات التي أعقبت الجمعية، وسيظهر الكثير منها خلال الأيام القادمة.
الجمعية العمومية -كما هو معروف- هي أحد أجهزة النادي -أي نادٍ- الإدارية، وتتكون من أعضاء النادي الذهبيين والعاديين، وهي تعتبر (القوة التصويتية) للنادي، وعليها اختصاصات كبيرة، لعل أهمها (مناقشة مجلس الإدارة عن أدائه) وفق اللائحة المنصوص عليها، واتخاذ قرارات موافقة إذا تجاوز التصويت فيها النسبة المطلوبة من إجمالي عدد الأصوات الكلي (50 % +1) وفقًا للمادة الـ17 من الفصل الخامس للجمعيات العمومية في (اللائحة الأساسية للأندية الرياضية). وذلك يعني أن وجود (توافق) بين أعضاء الجمعية ومجلس الإدارة، و(قبول) بين الطرفين، أمر مهم ومرتكز قوي للعمل الذي يقوم به النادي ومسيرته في أداء مهامه وأعماله وأنشطته، وفي قوته التي يستمدها من الحضور والوجود والدعم والمساندة، خاصة في الجوانب الأدائية والفكرية، وهو ما لا يحدث إذا كان هناك عدم التقاء، وكان هناك (اصطدام) بين الطرفين، أو حتى بين (الغالبية) من الأعضاء في الجمعية مع رئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته. سيقود ذلك العمل إلى التراجع والإدارة إلى الفشل. والمصير الحتمي هو الانهيار والسقوط.
هذا الحديث ليس على صعيد فريق كرة القدم فقط، وإنما على (ماهية) النادي والتزاماته وأهدافه. ولأن الحديث عن النادي الأهلي فما هو واضح أن (العلاقة) بين أطرافه وصلت إلى تلك المرحلة وأكثر، وهي ليست علاقة (خاصة) بين الطرفين، وإنما تتجاوزهما إلى جماهير الأهلي الكبيرة والغفيرة، التي تقف وتصطف مع قرارات وتوجهات أعضاء (الجمعية العمومية)، وأصبح من غير الممكن أن يستمر الأهلي، فضلاً عن أن يعود، إلا بأخذ القرار المفصلي وخروج إدارة النادي الحالية، قبل أن تتفاقم الأمور أكثر، ويحدث ما لا تُحمد عقباه في ركن ركين من الرياضة السعودية.
كلام مشفر..
«انفض سامر المحبين عن إدارة الأهلي، ولم يعد هناك أحد يقف مع الرئيس ماجد النفيعي، وواضح أنه وأعضاء مجلس إدارته لم يعد لهم كلمة أو حضور أو تأثير وحتى أدنى درجات القبول، وطبعًا لا أتحدث عن أصدقاء الاستراحة أو المنتفعين، ولا عن المطبلين والسماسرة، وإنما عن محبي وعشاق الكيان الحقيقيين. والأهلي مثله مثل كل الأندية الكبيرة لن ينجح إلا بالأكفاء من أبنائه، فالأندية الكبيرة حتى تنجح تدار بالكفاءات وليس بالأصدقاء.
«الحل العملي أمام وزارة الرياضة في شأن إدارة الأهلي هو الاستجابة لطلب (غالبية) أعضاء الجمعية العمومية الوارد في المذكرة التي قدمت أثناء الجمعية و(حل مجلس الإدارة) بعد الملاحظات (المخالفات) الإدارية والمالية والفنية التي قدمت أسوة بما حصل من قبل في إدارات أندية أخرى.
أغرب ما يقوله البعض عن إدارة فاشلة في نادٍ: من هو البديل؟ وهو نفس ما يقوله بعض (المطبلين) حاليًا في الأهلي. سؤال ليس في وقته، ولا مكان له من الإعراب، وليس له إجابة أكيدة وواضحة، طالما هناك إدارة مستمرة؛ إذا غادرت (أو انتهت فترتها) يأتي وقت السؤال، وحتمًا ستكون الإجابة قوية وواسعة عكس ما يراه أولئك المطبلون.
«جماهيرنا الرياضية من المفترض أن يكون لها دور أكبر مما أُعطي لها وما تقوم به حاليًا، في ظل التطور الكبير في الأندية، والدور الذي طورته بشكل واسع وزارة الرياضة وأنظمتها، وإن كانت بعض أجهزتها المعنية ولجانها لا يزال حضورها في داخل الأندية ضعيفًا ودون المستوى المطلوب.
«لا يجب أن تقف النظرة إلى الجماهير عند مجرد الحضور للمدرج للتشجيع وفي المباريات (الرسمية) وحدها، وتقفل دونهم الأبواب في المشاركة الفاعلة والمتابعة وحتى الدخول إلى مقر النادي وتمارين فرقه وألعابه (وهو الحاصل في كثير منها)، وكأنها تحولت من كيانات كبيرة، سخرت لاحتضان الشباب والأسر والجماهير، إلى (محمية) خاصة لسعادة الرئيس وبعض أصدقائه المقربين.