عبد العزيز الهدلق
معلوم أن حقوق النقل التلفزيوني تمثل أكبر مورد مالي للأندية المحترفة في كل دول العالم المتقدم رياضياً. ونحن هنا رغم تقدمنا في ممارسة الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص إلا أن النقل التلفزيوني لازال متعثراً، ولازالت أنديتنا تفقد مورداً مالياً ضخماً ومهماً. ورغم تعدد التجارب بين ناقل رسمي حكومي وخاص، إلا أن المحصلة واحدة، وهي من فشل إلى فشل، ليس فقط في جعل النقل مورداً مالياً للأندية، لا أيضاً في الارتقاء به ليكون منتجاً إعلامياً يشبع نهم المتابع، وينافس خارجياً. فأدواتنا البشرية والتقنية لازالت تقليدية للغاية، ولازال النقل المباشر متخلفاً، والبرامج مختطفة من مجموعة متعصبة لا ترى الفضاء والأفق إلا بلون ناديها المفضل!!
والموسم الرياضي الجديد أصبح على الأبواب والأندية انتقلت إلى معسكراتها الخارجية، ولازالت الأخبار عن الناقل الحصري القادم متضاربة. هل سيستمر السابق، أم هناك ناقل جديد!؟ وبصراحة فالوقت المتبقي لانطلاق الموسم لا يساعد أبداً على بدء صفحة جديدة للنقل التلفزيوني، فمن الواضح أن المعاناة سوف تستمر، وأن من تعودنا على نقلهم في المواسم السابقة سواء حكومية أو خاصة لن يتغيروا سواء بالاسم أو المضمون.
وإذا كانت نفس التجارب المريرة السابقة هي التي ستكون قادمة فلا أقل من أن نجعلها أقل مرارة بتحسين النقل من خلال البعد عن شارات الإنترنت، التي أزعجت المتابعين، وأرهقتهم نفسياً ومادياً، وهبطت بمستوى النقل إلى الحضيض. كما ساهمت في تدني مستوى مشاهدة الدوري السعودي لدى محبيه في الخليج والوطن العربي. لاعتماده على نقل عن طريق الإنترنت، أو منصات وتطبيقات تلفزيونية لا تتوفر لدى الجميع.
يجب أن تعاد مشاهدة الدوري السعودي لجماهيره في كل مكان. فذلك أضعف الأماني إن كنا غير قادرين على رفع مستوى النقل إلى ما يناسب سمعة واحد من أقوى الدوريات في العالم وأكثرها ضخاً مالياً، وأكثرها ثراءً بمشاركة عناصر أجنبية بأسماء كبيرة تعرفها جماهير الكرة في العالم.
زوايا
** المباريات التي تقدمها الفرق هي المنتج القوي الجاذب للدوري السعودي، والذي تقتات منه برامج التلفزيون الرياضية، وتكتسب شهرتها وشعبيتها، وكذلك مداخيلها الإعلانية.
** الضخ المالي السخي جداً وغير المسبوق الذي تقدمه الدولة للأندية السعودية لا يوافقه للأسف تطور على مستوى عمل لجان اتحاد الكرة، ولا مركز التحكيم الرياضي، ولا العمل الإعلامي الخاص بالنقل التلفزيوني. فالمال صنع إثارة في الملاعب ولكن بقيت العناصر الأخرى ذات العلاقة غير متطورة كالتحكيم المحلي، والنقل التلفزيوني، وعمل اللجان.
** لجان اتحاد الكرة لازالت تعمل كما كانت قبل أكثر من ثلاثين سنة. ولازالت التوافقية في القرارات هي العنوان السائد. وهذا ما شوّه صورة رياضتنا وأنديتنا بالخارج.
** تتغير الأسماء والوجوه ويبقى مضمون العمل واحداً. فهناك إرث فكري وثقافي قديم وقوي لازال مسيطراً على اتحاد الكرة، ولن نتطور إلا باقتلاعه من جذوره.