في صباح يوم مشرق بالأمل كنت أشاهد العربية وصباحها المباشر ومن خلال فقرة (فنجان قهوة) كان ضيف الحلقة اللواء الدكتور عبيد الكتبي الذي أمضى أكثر من أربعة عقود بالعمل الدبلوماسي والأمني.. لفت نظري حرصه على أن يقدم كل ما في وسعه وعصارة جهده في سبيل (خدمة وطنه) مستغلاً هذه الفرصة التي أُتيحت له.. وأعطى مثالاً على ذلك زيادة الوعي لدى الأستراليين عن الإمارات ودول مجلس التعاون عندما كان سفيرًا لبلاده.. ناهيك بمبادرات أخرى إيجابية.
طرحت سيرة الكتبي كنموذج جميل أرجو أن يتكرر بين الموظفين.. وأن يقدموا أفكارًا تعزز موقعهم الوظيفي وألا تكون الوظيفة والمنصب (روحًا جامدة) وأقرب إلى التقليدية.. ناهيك بأن تنتهي رحلة حياته الوظيفية ويغادر وهو لم يترك بصمة (جميلة) وإضافة إيجابية في خدمة وطنه ولاسيما من تتاح له الفرصة في مناصب قيادية وعليا.. لأن دورة الحياة الوظيفية غالبًا لا تتكرر فباقة (محبة) لكل مسؤول (وزيرًا أو وكيلاً أو مديرًا أو رئيسًا) في القطاع الحكومي أو الخاص طرح من خلال عمله أفكارًا نيرة وبرامج هادفة عادت على الوطن بكل خير ونماء.
هناك وزيرٌ كل ما ذكرت اسمه ازددت فخرًا به وزير حمل حقائب وزارية متنوعة خدمية فكسب رضا قيادته وكانت إنجازاته تتكلم وكان لها قبول وفخر من المواطن.. رحل لكن بقي اسمه محفورًا بالذاكرة الوزير غازي القصيبي ظاهرة إدارية ودبلوماسية خدمت وطنها بكل إخلاص وتميز.. آمل أن تتكرر هذه الظاهرة لأن الوطن دائمًا يحتاج إلى المبدعين والمخلصين.. وأدعو إلى طرح جائزة سنوية باسمه يكرم من خلالها أولئك الذين يمارسون خدمة البلاد بشهية مفتوحة وعطاء متجدد وإنجاز كريم.
نسعد كثيرًا من وقتٍ إلى آخر بتعيينات ملكية لدماء شابة لقيادة دفة الأعمال في بعض الوزارات والهيئات وكلنا أمل أن يوفقوا إلى خدمة بلدهم.. وترك بصمة إيجابية وأن يقتبسوا الإبداع والتجديد من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله الذي أبهر العالم في صناعة السعودية الحديثة بكل نواحي الحياة.. هنيئًا لنا بهذه القيادة الرشيدة.