د.م.علي بن محمد القحطاني
استمراراً لمسيرة إنجازات المملكة التي لم تتوقف ونجاحاتها التي لن تنفد بإذن الله تم اعتماد «المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية» بالمملكة كأول مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط كما شارك سمو وزير الخارجية (الثلاثاء) 19-7 عبر الاتصال المرئي، في الاجتماع الوزاري الدولي بشأن مكافحة فيروس كورونا، بعنوان «خطة العمل العالمية»، وذلك بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.ويأتي الاجتماع الوزاري، استكمالاً لتعزيز التنسيق الدولي في مواجهة فيروس كورونا، ومن أبرزها ما قامت به المملكة خلال رئاستها لمجموعة دول العشرين للعام 2020م. وكانت المملكة قد دعت إلى توحيد الجهود الدولية للتخفيف من آثار الجائحة على الاقتصاد العالمي، كما دعت للقمة الاستثنائية لقادة دول المجموعة وعدد من المنظمات الدولية لتنسيق استجابة دولية لمواجهة الفيروس.
في ظل هذا الزخم الكبير والمتواصل فمن المتوقع أن الأجهزة المعنية بإدارة جائحة كوفيد - 19 تسابق الزمن ونظيراتها في بقية دول العالم المتقدم من منظومات صحية وجامعات ومراكز أبحاث وعلماء قد لا أبالغ إن قلت في جميع مجالات العلوم فالجائحة ألقت بظلالها على كل مناشط الحياة وستبقى آثارها وتبعاتها لعقود طويلة, فقد نقشت اسمها في تاريخ البشرية حتى أصبح هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة فتى الشاشة الأول ونجم الشباك الأوحد, ومعناه بالمفهوم المطلق والكلاسيكى للتعبير هو صاحب البريق والتفرد والانفراد والتربع على عرش المشهد العام لكل وسائل الإعلام وكل الاجتماعات والمؤتمرات والدراسات والأبحاث وهذا هو الحال مع كورونا, فكل حركاته بل سكناته محسوبة وتحت المجهر حيث يحرص علماء البشرية والكل مجتهد للإسهام في الجهود المبذولة ووضع بصمة له لا يمحوها الزمن ويخلدها التاريخ.
وقد وصلنا لمحطة يتبعها انتهاء كلي أو جزئي لمرحلة واستمرار أو بداية مرحلة أو مراحل جديده فمن المفترض أن يكون لدى إدارة للجائحة تقييمٌ لما قمنا به من إجراءات وجهود للحد من انتشار الوباء والقضاء عليه, حتى أصبحنا بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين أعزها الله أنموذجاً يحتذى به, فمن المؤكد ان لدينا الكثير النافع والمفيد لتوريث هذه التجربة (نتائج وما أسفرت عنه حربنا ضد الوباء) للأجيال القادمة والكثير من العبر والدروس والنظريات يمكن استخلاصها في هذا المجال وكنت أتوقع أن يصاحب ذلك في هذه المرحلة وما سبقها عمليات توثيق ورصد واستقصاء للوضع الحالي وألا نكتفي بإحصائيات وأعداد الضحايا والمتعافين بل التعمق في دراستها وتحليلها للوصول لأسباب وقوعها أو تدهور حالاتها والمهم بحث سبل وأسباب سلامة البعض وإصابة البعض الآخر.
ونقطة أخرى على قدر كبير من الأهمية ألا وهي الآثار الجانبية للقاحات, فكلها قد أجيزت تحت بند الاستخدام الطارئ وأعتقد أن من المفترض وجود استبانة بالحد الأدنى من المعلومات المطلوبة لدى كل طبيب في مستشفى أو عيادة أو مركز طبي ليتم جمع وحفظ المعلومات للمساهمة في تقييمها فلكل دولة طبيعتها وقد تختلف من منطقة لأخرى لخدمة البشرية في قادم الأيام باستكمال مراحل الدراسة لاعتماد اللقاح في الظروف العادية وما دعاني لطرح هذا الأمر مراجعة الكثير للمستشفيات وأنا أحدهم لوعكة صحية ألمت بهم اضطرتهم لمراجعة المستشفيات أو العيادات والمراكز الطبية, ولا أذكر أن الطبيب بحث إلى جانب التاريخ المرضي للمريض أي عملية استقصاء عن كورونا لمعرفة تفاصيل التفاصيل وكل ما يتعلق بها فقد نستطيع حل لغزها ولو بعد حين واللقاحات لقياس وتحديد الآثار الجانبية لها وليس بالضرورة أن تكون كلها سلبية.
ولتحقيق ذلك حبذا التعميم على جميع المنشآت الصحية لإجراء مثل هذا الاستقصاء ومن المهم وجود آليه سهلة وسريعة لنقل المعلومات للمركز الرئيسي لجمع تلك المعلومات وتحليلها والتي توكل عادةً لشركات مستقلة محايدة ومتخصصة في هذا المجال, ولازال العالم والعديد من المتابعين في انتظار ما ستدلي به منظمة الصحة العالمية للإجابة عن عدة تساؤلات تحتاج لإجابة منها ما أشرت إليه في أحد مقالاتي السابقة تحت عنوان إعلان حرب نشر بتاريخ 18-6-2021 حيث أثرت سؤالاً لم نجد له إجابة حتى الآن كيف وصل الفيروس لحاملة طائرات فرنسية وأخرى أمريكية كانتا تمخران عباب المحيطين الهادي والهندي على التوالي؟ ومن قبل ظهور الفيروس بعدة أشهر فكيف وصلها الفيروس علماً بأنه لم يكن لهم أي اختلاط ببشر ولم ترسُ بأي ميناء خلال تلك الفترة ...كورونا وماذا بعد؟