أحمد المغلوث
ما أجمل وأروع ونحن نستقبل العام الهجري الجديد أن يكون الحدث مع إطلالة العام الجديد حدثاً هاماً ومتميزاً بل مشرقاً وهذا ما فعله واستعد له ومنذ فترة ليست بالقصيرة مركز (إثراء) وتحت شعار (الهجرة على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم). وهو معرض كما قرأت عنه منذ فترة متنقل يستهل فعالياته من قلب مركز (إثراء) هذا المركز الذي بات عالمياً يشار له بالبنان فلاعجب قبل هذا وبعد هذا, فهو يحمل اسم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي. اسم رائع لشخصية قيادية سجلت اسمها بحروف من نور مستحقة وباتت نابضة في تاريخ الوطن كمؤسس وموحد لوطن مترامي الأطراف.
ولاشك أن تتبع هجرة رسولنا الكريم ومنذ البداية، ومع إطلالة العام الهجري أن يكون الحدث مواكباً عن «النبي» الذي نزلت عليه رسالة القرآن الكريم لهدى الناس وما كان الناس أيامها أحوجهم للهدى. وما أحوج الناس في كل زمن للتذاكر بكل ماله علاقة برسالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. خاصة في هذا الزمن الذي شاعت فيه الأيدولوجيات الغربية والغريبة والتي تحاول أن تشوه تاريخ الإسلام بطريقة ممجوجة, ومن هنا فهذا الحدث ليس مجرد نشاط ثقافي أو إسلامي, وإنما هو حدث هام نحن بحاجة إليه في وقت باتت فيه الأيدولوجيات المعاصرة والأفكار الخبيثة راحت تتوالد كالفيروسات في كل مكان في العالم تحاول تشويه الرسالة المحمدية الخالدة والطاهرة فدعوة الإسلام الذي جاء للبشر كافة ولم يفرق بين جنس ولون. وإنما كانت المفاضلة والتقدير نابعين من التقوى. فمن هنا تبرز أهمية هذا المعرض الذي سوف يكون له دورٌ فاعلٌ ومؤثرٌ ليس في المناطق أو المدن الذي سوف ينتقل إليها وإنما حتى على مستوى الدول التى سوف يتواجد فيها بفاعلية واهتمام كبيرين. خاصة وأن المركز خطط له بجدية وبرامج ثرية فعقد شراكات وتعاونات مع العديد من الجهات ذات الاهتمام المحلية والعالمية كل هذا لاشك أنه سوف يثري المعرض ويدعمه بالتميز والتقدير لكل من سوف تتاح له فرصة مشاهدته أو الاطلاع على «المحتوى» المدروس.
وكما علمت أن المعرض سوف يبرز الأحداث والقصص المرتبطة بالهجرة من خلال استعراض بعض القطع الأثرية والأفلام وكنت أتمنى لو أن مركزنا الفاعل (إثراء) قام بالإعلان عن مسابقة فنية تجسد لوحات عن الهجرة يشارك فيها نخبة مختارة من رواد فننا التشكيلي القادرين على سبر التاريخ وتجسيد الأحداث كما جاء في الكتب التي وثقت جوانب مختلفة من «الهجرة» فلاشك أن مثل هذه اللوحات سوف تثري المعرض وتميزه مع كل الاحترام لما سوف يعرض في هذا المعرض فزيادة الخير كما يقال خيرين وكما تعلمنا منذ الصغر. وكما يقال ماحك جلدك مثل ظفرك. وكما هو معروف فاللوحات التاريخية في أي مجال هي الغطلالة الحقيقية على جوانب من تاريخ الهجرة بعيداً عن تجسيد رسولنا الكريم وصحابته الكرام.
ولقد رسم فنانون عرب ومسلمون وحتى غربيون لوحات مستوحاة من تاريخنا الإسلامي العظيم بعضه بأسلوب واقعي أو انطباعي والبعض الآخر بالأسلوب التأثيري إضافة إلى لوحات وظف فيها الفنان الحرف العربي بصورة لافتة ومبهرة لما تضمنته من آيات قرآنية كريمة تبعث في النفس خلال مشاهدتها الراحة والطمأنينة إضافة إلى المتعة الجمالية, فالفن الإسلامي على اختلاف أشكاله وألوانه ومكوناته له تأثيره الكبير, بل باتت لوحاته منتشرة في المتاحف العالمية والمراكز الثقافية والخاصة.. وماذا بعد شكراً «إثراء» على هذا المعرض «الحدث».