عبده الأسمري
نصر ذاته, وانتصر لقدراته, فأصبح نصير «النقد» وناصر «الأدب». انتهل من «معين» الثقافة موجبات «الأستاذية» ونهل من «ينبوع» الحصافة عزائم «المهنية» فكان «كبير» الأدباء الذي سبر «أغوار» الانفراد وعبر «أطوار» السداد مولياً قبلة «همته» شطر «الابتكار» وموجهاً بوصلة «اهتمامه» نحو «الاقتدار».
منصور في «مهامه» ومشهور في «جيله» بعد أن أرسى «دعائم» القصة, ووثق «قوائم» الرواية» ومزج بين «التاريخ» كمبتدأ للتوثيق و»الترسيخ» كمبدأ للتحقيق كاتباً من «مفردات» اللغة جملاً اسمية مرفوعة بالهمم باحثاً عن «حقائق «التوصيف في «وثائق» التأليف ليسكب «حبر» النثر ويكسب «أجر» العلم في «فوارق» البحوث ووسط «شواهد» الكتب.
إنه الناقد الشهير والأكاديمي الأديب الأستاذ الدكتور منصور إبراهيم الحازمي أحد أبرز المفكرين والنقاد والمؤلفين في السعودية والوطن العربي..
بوجه حنطي يحمل سمات «الصرامة» و»الشهامة» وتتقاطر منه إيحاءات «التفكير» وإيماءات» التدبير» مع ملامح تعكس أصول «النشأة» ومطامح تبرز فصول «التنشئة وأناقة تعتمر الأزياء الوطنية الأنيقة التي تتشكل على «محيا» وقور يرفل بالقيمة والمقام, وشخصية محببة ومهذبة, لينة «الجانب» لطيفة «المعشر» وصوت «جهوري» تتوارد منه عبارات «الود» وتتسطر وسطه اعتبارات «الجد» ولغة فصيحة حصيفة تتكامل في أحاديث المعارف, وتتماثل في أحداث المشارف, وترتقي من «مخزون» ثقافي مذهل يعتمد على «التخصص» ويتعامد على «الاختصاص» قضى الحازمي من عمره عقوداً وهو يحزم «حقائب» المعرفة ويرتب «مواعيد» الثقافة ويبهج «خطط «الجامعات ويوفي بعهود «التميز» ويؤصل «براهين» الإنجاز في مسيرة علمية وعملية تجللت بالكفاح وتكللت بالنجاح أكاديمياً وناقداً وأديباً وباحثاً ومثقفاً.
في مكة المكرمة ولد الحازمي عام 1354 في نهار مجلل بالبهجة التي غمرت البيوت «المكية» وانطلقت «الأهازيج» الحجازية في منزل الأسرة الشهيرة بالنبل والفضل معلنة قدوم «فارس» جديد إلى كتيبة «الحوازم «من أبناء العائلة «سليلة» العلم و»أصيلة» العمل..
ارتهن الحازمي صغيراً إلى موجهات «الوصايا» في حضرة والده الكريم وإلى اتجاهات «العطايا» أمام حضور والدته الحنونة فاكتملت في وجدانه «تباشير» الطفولة التي غمرته بالسعادة طفلاً يسابق عمره الأمر الذي ألهمه نيل «تعابير» البطولة في مساءات الأسرة التي اكتشفت نباغته المبكرة, ونباهته الباكرة عندما كان يبهج ضيوف المكان وعابري الزمان بفن الإلقاء الشخصي وديدن العطاء الذاتي النابعين من «نفس» تواقة للتفرد منذ الصغر..
ركض الحازمي مع اقرانه بين شعب عامر والحجون وأجياد ليمارس إطلالته» الأولى من على جبل الكعبة مستأنساً بالبياض في مشاهد المعتمرين والحجاج وهم يؤدون النسك وظل ذلك «المشهد» ركيزة «الذكرى» وارتكاز «الحسنى» الذي بنى في عقله «زوايا» منفرجة على السكينة و»أضلاع» مكتملة من الطمأنينة..
تعتقت نفسه بنفائس «التقوى» وتشربت روحه أنفاس «اليقين» وهو يرتع على «ثرى» مكة الطاهر ويترعرع أمام «مشاهد» الطهر في صحن الطواف و»شواهد» الدعاء أمام الحطيم وظل يراقب جولات «السمو» وصولات «التقى» حول مقام إبراهيم وحجر إسماعيل والركن اليماني, فغمرت أعماقه «غنائم» الإيمان و»مغانم» الإحسان التي انطلق منها إلى «منصات» البشرى مسجوعاً بدواعي «النية» ومشفوعاً بمساعي «الهوية»..
تلقَّى تعليمه العام بمدارس مكة المكرمة ثم ابتُعث إلى مصر سنة 1374هـ، وحصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1378هـ. وبعد عودته لأرض الوطن عمل عاماً واحداً في المدرسة الثانوية النموذجية بمدينة الملك سعود في جدة، ثم انتقل عام 1379هـ إلى الرياض ليعمل معيداً في كلية الآداب بجامعة الملك سعود. وابتُعِث في بداية سنة 1380هـ إلى بريطانيا والتحق بمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث عام 1386 في أطروحة بعنوان ((الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث)) ثم تعين بعدها أستاذاً بقسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة الملك سعود وتدرّج في الترقيات العلمية حيث نال مرتبة أستاذ مساعد عام 1389هـ، ثم أستاذ مشارك عام 1394هـ، ولأنه مسكون بالعلا واصل بحوثه وأنشطته حتى تمت ترقيته إلى درجة أستاذ عام 1398هـ، وعُيّن عميداً لكلية الآداب من سنة 1392هـ إلى سنة 1396هـ، فرئيساً لقسم اللغة العربية وآدابها بين عامي 1397هـ و1399هـ، ثم عميداً لمعهد الدراسات الجامعية من عام 1401هـ إلى1404هـ، ثم انتخب مرة أخرى رئيساً لقسم اللغة العربية عام 1405هـ.
أسس مجلة الأدب العربي عام 1390 وتم اختياره عضواً في مجلس الشورى نال ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1402هـ.والميدالية الذهبية الكبرى للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 1408هـ. وحصل على جائزة الملك فيصل في الأدب العربي عام 1421هـ. وتم تكريمه في نادي الرياض الأدبي عام 2017م وله عدة مؤلفات منها مواقف نقدية. وسالف الأوان. ومحمد فريد أبو حديد: كاتب الرواية. و(أشواق وحكايات) مجموعة شعرية. و(فن القصة في الأدب السعودي الحديث).و(معجم المصادر الصحفية لدراسة الأدب والفكر في المملكة العربية السعودية) و(معجم المصادر الصحفية لدراسة الأدب والفكر في المملكة العربية السعودية) و(الوهم ومحاور الرؤيا: دراسات في أدبنا الحديث). و(شالوم يا عرب). ديوان شعر. و(ما وراء الأطلال). وكتاب (رحلات العرب في جزيرة العرب: خلال النصف الأول من القرن العشرين). و(من أشعار العلامة حمد الجاسر في شبابه).
ملأ الحازمي سيرته بمتون الكفاءة وفنون البراعة وشؤون الإجادة في الدراسة والخبرة والسمعة فكان «المتوهج» في صدى التمكن و»المبهج» في مدى التمكين حيث ظل «رائداً» حمل «راية» البدايات وحدد «غاية» النهايات ليقطف قصب «السبق» بروح الإذعان للتخطيط والإتقان للتنفيذ .
منصور الحازمي.. حامل لواء «الأدب» وقائد سرايا «النقد «وكبير «الأكاديميين» وخبير «النقاد» صاحب «الصفحات» المشرقة و»البصمات» المشرفة في عوالم الثقافة ومعالم المعرفة.