د.شريف بن محمد الأتربي
كل الحكومات الأمريكية المتعاقبة لم تخلَ جميعُها من دماء الأبرياء سواء عند تأسيس دولتهم، أو على مدار مئات السنين، وللذين نسوا أو يحاولون النسيان أذكرهم بدماء الأمريكيين أنفسهم في حربهم الأهلية وما تلاها من حروب شملت قارات العالم كله فلم تترك بقعة في الأرض إلا وأزهقت فيها الأرواح وسالت عليها دماء الأبرياء نتيجة التدخل الأمريكي السافر والفاجر في هذه المنطقة، ويشهد على ذلك نيكاراجو، وأفغانستان، والعراق، وسوريا، والصومال،.. وغيرها من الحروب التي دخلها الجيش الأمريكي رغبة في إظهار قوته وخرج منها يجر أذيال الهزيمة والخزي والعار جراء ما اقترفه جنوده في هذه الدول.
وخلال الاجتماعات التي تمت بين قادة الدول الحضور حاول الوفد الأمريكي أن يخرج بكل أو أكثر المكاسب وكان هدفه الأول أن تزيد المملكة العربية السعودية من إنتاج النفط حتى لا تتفاقم الأزمة في أمريكا وأوروبا وكان رد السعودية قاطعاً لن يتجاوز الإنتاج الـ13 مليون برميل إلا باتفاق دول الأوبك مما أسقط في أيدي الأمريكي ورفاقه.
وجاء البيان الختامي محققاً لكل تطلعات القادة العرب الحضور وتمت صياغته باحترافية شديدة بحيث حقق أهدافهم وأكد ثوابتهم وأرّخ لحقبة جديدة في آلية التعاون بين هذه الدول وبين الدولة الأمريكية، وهو التعاون المبني على الاحترام المتبادل، والمنفعة المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، إلى جانب التأكيد على عدم امتلاك إيران لأي أسلحة نووية حالياً أو مستقبلاً.
إن المشاهد للأحاديث الودية التي دارت بين القادة العرب، وطالع وشاهد الضحكات الصافية التي خرجت منهم والابتسامة التي ارتسمت على وجوههم يعرف أننا عرب مهما اختلفنا مع بعضنا البعض إلا أننا أخوة وأهل، وأن من أرادنا بسوء فمصيره محتوم. وإننا قادرون على أن نعود كما كنا أقوياء بفضل الله تعالى ومن ثم بفضل هؤلاء القادة الذين عاهدوا الله أن يحفظوا لشعوبهم وأمتهم كيانها وكرامتها.