د. إبراهيم بن جلال فضلون
هناك القليل من الإلحاح أو الزخم العالمي أمنياً وإظهار الدول الثلاث عدم جدوى المحاولات الأمريكية الأوروبية لاحتوائها، وفشلها بعد إعلان الولايات المتحدة عن أهدافها الرامية إلى عزل كلّ من روسيا وإيران، بل وفساد أهدافهم التي لم يخرجوا بها من قمة جدة الناجحة بالنسبة لمحور (الدرون والنووى)، (فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان وإبراهيم رئيسي) في قمة أطلقوا عليها «قمة طهران» في خطوات مشتركة محددة، لكن ليست لدفع التسوية السورية، تحت أعيُن المُرشد الأعلى علي خامنئي، بل وكأنها ردٌّ على أميركا وجولة بايدن العجوز في الشرق الأوسط، وهو ردٌّ جيوسياسيٌّ قويٌّ، وإن شئت فلنقُل تتويجاً لسنوات من جهود حلّ النزاع بين الرئيس السوري بشار الأسد وفصائل المعارضة.
إن بيع طهران أسلحة إلى دولة نووية كروسيا -إذا صح ذلك- سيُشكّل علامة فارقة بالنسبة لإيران، وفي حال تأكدت معلومات واشنطن بتزويد روسيا بعدة مئات من الطائرات المُسيّرة، من بينها طائرات ذات قدرة على حمل أسلحة، وأن طهران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدامها. هنا وقفة: لا بُد وأن ينتبه الجميع خاصة دول الخليج العربي، وعليها تنويع مصادر أسلحتها، لصدِّ ما يُمكن أن يكون هجوماً من أي نوع أو لردع العمليات الإيرانية بالمنطقة.
مواجهة القطب الثُلاثي والصعود الصيني، من كافة الأقطاب للشرق الأوسط والعالم العربي، سيجعل العالم ناظريه عليهما دون خسارتهما، فحينما تولى رونالد ريجان رئاسة الولايات المتحدة، وكانت الحرب الباردة على أشدّها، لم ولن ينسى العالم عام 1981، ودخول السوفييت أفغانستان، ثُم مواجهة أمريكا «الحليف السابق» إيران بعد احتلال سفارته واحتجاز مئات من الدبلوماسيين الأمريكيين، ليُدرك «ريجان» حينها وبحنكة مُستشاريه، أهمية العالم العربي وثقل منطقة الشرق الأوسط، بدليل أن رفاق الإدارة البايدنية تعلموا الدرس وحضروا قمة جدة التي خرجوا منها بـ18 اتفاقية دون حلول لأهدافهم الأخرى، خاصة في زخم التحديات النفطية والأمنية. فهل تُبدي «صيغة أستانا» بطهران ما خفي في جولة بايدن؟.
إن العلاقات الاقتصادية بين إيران وروسيا آخذة بالتطور، في ظل مواجهتهما نفس العقوبات من الخصم المُشترك (أميركا وناتو الغرب)، ليكون شريكهم الثالث ضداً في عدد من القضايا ألا وهي سوريا المُمزقة، علماً بأن الضغط الإيراني - الروسي «سيمنع العملية التركية» فيها، ليكون للدولة السورية صديقان من أصل ثلاثة في قمة طهران، إذاً، لم يكن مسار أستانة في صالح مناطق شمال وشرق سوريا في يوم من الأيام، كما أنني لم أقتنع أن القمة كلها من أجل دولة لا سيادة لها، وكأنه غطاء لما وراء الرد على قمة جدة العربية الأمريكية.
لعل الأيام القادمة ستمنحنا فرصة لمعرفة نوايا هذا الاجتماع في ظل انتشار إعلانات في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب المريضة عن كيفية التعامل مع الأسلحة النووية أو البيولوجية في حال قامت قيامة الحرب التي يُهدد بها بوتين وغيره وكأنها «لبانة» في أفواه «دهاقنة السياسة والصحافة».