إيمان الدبيّان
قبل بضعة أيام وأنا أتنقلُ على جناح الطائر الأزرق في سماء تويتر أتناول رحيق فخرٍ وطني، أو ثمرَ كاتبٍ سعودي، ولا مانع من الاستفادة من أدبٍ وفنٍ عالمي استوقفتني تغريدة رمزٍ شبابي حكومي يُنشِدُ لحناً، يًطرِبُ شموخاً كلَّ من ينتمي لهذا البلد الزاخر بتراثه، العامر بسواعد أبنائه، وكانت التغريدة لمعالي الأستاذ( بدر العساكر مدير المكتب الخاص لسمو ولي العهد، ومضمونها: (برئاسة سمو ولي العهد مجلس إدارة مؤسسة المسار الرياضي يطلق كود المسار الرياضي للمناطق الواقعة على طريق الأمير محمد بن سلمان).
وأنا أقرأ هذا الخبر الجميل والذي لم يسبق أن شهدت مدننا له مثيلاً، ولا حتى عواصم عالمية كبرى وهناك أكثر من دليل، وأنا أقرأ هذا الخبر ذهبتْ بي الذاكرة إلى مواد دراستي في مرحلة الدراسات العليا العام قبل الماضي وكانت إحدى موادي في إدارة أعمال الحج والعمرة عن تخطيط المدن والأحياء وتخطيط ملاعبها وحدائقها ومدارسها ومواقف السيارات فيها ومساحاتها مع التركيز على الأهداف والمميزات التي كان من ضمنها: الأصالة والهوية، هذا الهدف الذي رسخته العمارة السلمانية وأكثر منه بقيمٍ ستٍ جُعلتْ ميثاقاً على هيئة كتاب بعنوان «ميثاق الملك سلمان العمراني»، وقد جاء الكتاب عنواناً للهوية العمرانية السعودية ومتضمناً خلاصة إبداع قائم على قواعد متينة من الابتكار والاكتشاف، ومتسقاً مع البيئات والصروح العمرانية النموذجية التي أنشئت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -.
موضوعُ مقالٍ تَشعّبَ بريشةِ قلمي إلى مواضيع هامة تقصد الناس في هذا الوطن عامة فهل أُبحِرُ بقاربِ فكري فوق عُباب المسارِ الرياضي الذي يبلغ طوله مائة وخمسة وثلاثين كيلو متراً فتأخذني أمواجه الشامخة بين مسارات الدراجات، أو عشقي وهوايتي ركوب الخيل والإسطبلات، أو العروض والمسارح وما خُصِّص لها من مساحات؟! أم أَغوصُ بقلمي في بحر الرؤية السعودية وعرَّابها وأميرها الأمير محمد بن سلمان فأنْظُم قلائدَ تزهو بالجواهر عن جودة الحياة ومخرجاتها؟! أم هل أرسم بريشة الفنان جمال الزمان والمكان بهوية وأصالة العمارة السلمانية؟! أم أتحدث بلا يَرَاعٍ وبكل فصاحةٍ وإبداع أمام الملأ ليعمَّ الصوتُ كل الأسماع عن شباب وطني نساءً ورجالاً وحبهم وشغفهم لخدمة وطنهم وكان من بدأت مقالي بتغريدته أحد هذه النماذج الوطنية التي تلألأتْ بدراً في منجزات سعوديتنا؟!
اخترْ ما شئتَ عزيزي القارئ، وابحرْ معي على أرض الواقع ستجد ما أشرت إلى بعضه شيئاً يسيراً من إنجاز ساطع في المدن والمحافظات، والإنسان محور اهتمام المسؤولين والنجم اللامع.
اكتبْ أيها المواطن للعالم على صفحات التواصل عن ملكنا، عن ولي عهدنا، عن رجالهم، عن إخلاصهم، عن إبداعهم، عن رقينا، عن تطورنا، عن ملامح جودة تغيرنا، انثرْ عبيرك عنكَ وعنِّي، عن أجدادنا وملاحمهم، عن أبنائنا ومستقبلهم بكل لهجاتنا القصيمية والحوطية والزلفاوية والسديرية والشمالية والحجازية والجنوبية والشرقية البدوية والحضرية، واترك بصمة تراثنا المناطقي لباساً وعمراناً وثقافةً وتاريخاً يضيء للعالم نوراً يدل البشرية إلى مفهوم الإنسانية السعودية بلحمتها الوطنية لتكون مساراً عالمياً بكود عمارة وإنسانية سلمانية لا يفهم شفراته ولا يعي مدلولاته إلا مُنصِف وخبير، ويتمناه الكثير في كوكب الأرض المثير؛ ولكنهم يفتقدون عرّاب رؤية يحلمون أن يحظوا بمثله ليخلصهم من وجعهم المتعمق المُغير.