العقيد م. محمد بن فراج الشهري
المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وهي تسير على نهج واحد ثابت، وراسخ رسوخ الجبال، سار على هذا النهج كل أبنائه الذين أتوا من بعده، لم تكن المملكة، ولا حكامها في يوم من الأيام سبباً في خصومة رؤساء، أو دول، ولم تتدخل في شؤون أي دولة، ومن يشكك في هذا النهج وهذه السياسة في عصرنا الحاضر هم أعداء السلام، ومرتزقة الإعلام السياسي الذين همهم الوحيد القذف والسب، والشتم في سبيل حفنة من المال، والاسترزاق من هذا العمل الوضيع، وكل الأبواق الأخرى سواء كانت ليبرالية، أو صهيونية، أو إخونجية لم يجدوا من عداوتهم، ضد المملكة إلا العظام، والصخر الصلد الصلب في أفواههم، إذ إن المملكة سارت غير ملتفتة لمن صاح وناح، وزمجر في وسائل الإعلام المشبوه ووسائل السوشيل ميديا ((Social Media بكل أشكالها وألوانها..
المملكة العربية السعودية قدمت العون والمساعدة لكل الدول بدون استثناء وفي مقدمتها الدول الإسلامية، والعربية وساهمت في الأمن والسِلم الدوليين بكل ما تستطيعه، وحافظت على مصداقيتها في كل ما التزمت به من مواثيق واتفاقيات، دون أن تطلب من أحد معونة.. والعجيب أن هنالك من أعداء السِلم والسلام من ينكرون عليها ذلك زوراً وبهتاناً لمصالح حزبية أو قُطرية أو سياسية بعيدة عن المنطق والسلوك المهذب في التعامل مع الدول، السعودية أثبتت للعالم أنها لاتتأثر بهرطقات الحاقدين، والحاسدين ودعاة الفتن، الذين ينكرون عليها دورها المشرّف في كل ميدان دولي، أو إقليمي.
ولعل الأيام الماضية وما دار على أرض المملكة من اجتماعات، ولقاءات خير دليل على رسوخ النهج السعودي على كافة الصُعد، وأنها دولة بقيادة رشيدة وحكيمة، وملهمة، أسكتت كل منافق وحاقد، وأوقفت كل تكهنات.. تحت قيادة ملك عاصر جميع الملوك وأخذ منهم الزبدة في علم السياسة وإدارة الحكم .. بخبرة سنوات طويلة، وضع كل خلاصة تجاربه أمام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووجهه للانطلاق إلى ميادين العمل الوطني، والدولي مسترشداً بما تلقاه من تعليمات، وخبرات وتجارب، فكان نعم الرجل حقق في فترة بسيطة من الزمن ما يعجز عن تحقيقه آخرون، وأظهر إمكانات وقدرات خارقة تعتبر من نوادر عصرنا، فالتفت إلى ما يهم وطنه، ومواطنيه فعمل بكل اقتدار على تشريعات وخطط تعتبر ملهمة ومهمة وجسيمة، وكان في مستوى التحدي بالأفعال لا بالأقوال، حتى أصبحت المملكة على هذا النهج وهذا الأسلوب تنافس الدول الكبرى بل تتفوق عليها في كثير من الأحيان، ولا أستطيع في هذه المقالة أن أستعرض كل ما قام به ولي العهد . لكن العالم كله يشهد له بفطنته، وذكائه، والتفاته إلى وطنه، والبحث عن كل السبل التي تصل بالمملكة إلى مصاف الدول الكبرى وخاصة ما يهم الوطن والمواطنين أولاً .. ثم ابتكاره لمنجزات، ومشاريع إعجازية يتحدث عنها القاصي والداني، وضرب أروع الأمثلة في الحنكة، والقيادة، والابتكار بخطوات محسوبة ومدروسة وترك للآخرين التصريحات، والاجتهادات، ولم يلتفت لما قالوا أو يقولون، رجل عاهد الله ثم مليكه ووطنه، على رفعة هذا الوطن بكل الوسائل الممكنة والمشروعة.. ثم إن الحزم والعزم كان ضمن أسلوبه القوي فلا تهاون ولا خضوع لرأي، أو جهة، أو حكومات أن تملي على المملكة أي إملاءات، وما حصل في الأيام التي مضت درس لكل من يهوى السياسات المتقلبة، والتي أجبرت الأعداء والأصدقاء على الرضوخ لما تنتهجه المملكة وأفهمت كل الذين أدلوا بتصريحات تقلل من شأن المملكة وولي عهدها بأنهم ارتكبوا أخطاء جسيمة، وأنهم أولا وأخيراً بحاجة إلى هذه الدولة (العظمى) في كافة الأحوال والظروف، وأن عليهم أن يتعاملوا معها الند للند دون إملاءات، أو تدخلات..
إن ما قام به ولي العهد من تصرفات، وأفعال لهي أعمال تشرف كل سعودي، وكل عربي، وكل من يحب استتباب الأمن ويسعى في مساعي الخير، والسلام دون اللجوء إلى الأعمال المستفزة، خاصة بين الشركاء، والحلفاء، والذين يحترمون استقلالية كل دولة، دون التدخل في شؤونها بأي وسيلة كانت، لذلك نحن فخورون بما قام به ويقوم به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وكل الشعب السعودي يحيي فيه هذه الروح الوثّابة، والعزم، والحزم المبني على سياسة متينة، وراسخة وعدم الالتفات للذين لايريدون لهذا البلد الخير من أعداء السلام والأمن والاستقرار.
ونحن نقول لسموه سِرْ على بركة الله، يرعاكم المولى ويحفظكم ويسدد على طريق الرقي والسؤدد خطاكم في ظل قيادة مولاي الملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله من كل مكروه، وحفظ لهذا الوطن أمنه واستقراره وقادته من كل سوء..