د.حماد الثقفي
القصة الكُبرى للمستقبل التقني الضبابي، لكبرى الشركات في مجال التكنولوجيا، بعد نجاحها أثناء أزمة كورونا، بفضل التباعد والإجراءات الاحترازية التي جعلتها سيدة الميدان، لكن لكُل معدن بريقهُ لتبدو الوضعية المميزة محل تحدٍّ، بعد عودة العالم إلى أعمالهم، فقد انخفضت أسهم «أبل»، و»غوغل» بأكثر من 6 %، وفقدت «ميتا فيسبوك»، وشركة «نتفيلكس» نحو ثلث قيمتها منذ بداية العام الجديد، ليكون نمو أرباح «ميتا» بنسبة 35 % في عام 2021، مقارنةً بنمو 60 % في عام 2020.
وتراجع رأس المال السوقي لأبل بأكثر من 220 مليار دولار في النصف الأول من (مايو) الماضي، وذلك عندما رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، حتى أنها فقدت أسهُمَ بـ 13 % في مؤشر ناسداك إبريل الماضي، وتراجعت بأكثر من 30 % عن أعلى مستوياتها القياسية عن العام الماضي.. لتنهار غيرها من الشركات.. حيثُ كان النقاد يتوقعون أن يواجه عمالقة التكنولوجيا ما يُطلق عليه «قانون الأعداد الكبيرة».. ورغم ذلك، تواصل نفس الشركات خرق القوانين.
إذاً، ساهم ذلك الانخفاض في هبوط السوق، وانخفض مؤشر «S الجزيرة P500» بنحو 7 % عام 2022، وأدى لتخوف المستثمرين جراء التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، والحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة الغذاء وغيرها من المشكلات التي أثَّرت على الاقتصاد العالمي ومستقبل بعض كبريات الشركات في العالم، خاصة التكنولوجية، لنجد خسارة عمالقة التكنولوجيا (أبل وأمازون ومايكروسوفت وجوجل وميتا) في ثلاث جلسات تداول منتصف 2022 ما يزيد على تريليون دولار أمريكي من قيمتها، أي 2.7 تريليون دولار، بما يوازي الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد البريطاني، الذي يحتل المرتبة الخامسة عالمياً.
ليس من الضروري أن تنمو الشركات كما كانت بالعهد القريب، فلا حصانة من الضغوط الاقتصادية بل والعالمية والحل في الاستثمارات لا غير.