د.عبدالعزيز العمر
في هذه المقالة لا أقصد بالبنية التحتية للتعليم توفر المباني المدرسية والتجهيزات التعليمية مثلاً. البنية التعليمية الحقيقية هي الأساس الذي تنطلق منه برامج التعليم ومناشطه، وهي تلك البنية التي تم تشكيلها وتأسيسها خلال السنوات الست الأول من حياة أي متعلم قبل دخوله المدرسة.
في اليوم المدرسي الأول من حياة الطفل التعليمية يلاحظ المعلمون والتربويون وجود اختلافات واضحة في قدرات الطلاب وفي حضورهم الشخصي، هذا الاختلاف في قدرات الطفل ليس للمدرسة أي دور فيه، بل الدور هنا يعود إلى الأسرة أو المحضن الذي نشأ فيه الطفل. هنا سوف أتناول عاملين فقط يؤثران سلبا على سلامة وصحة المحضن الأسري (بنية التعليم الحقيقية)، وهما: الزواج المبكر، وكبر عدد أفراد الأسرة. نعم لم يعد الزواج المبكر ظاهرًا اليوم، ولكنه كان فيما سبق ظاهرًا ومؤثراً سلبياً على جودة تعليم البعض اليوم، فكيف لأبوين ينقصهما النضج والدراية أن يوفرا لطفلهما مناخا صحيا وبيئة تربوية ناجحة منتجة، من هنا تبدأ الخطوة الأولى الخاطئة في رحلة الطفل التعليمية، أما العامل الثاني الذي يسهم في تشكيل البنية التحتية الحقيقية للتعليم فهو كبر عدد أفراد الأسرة، نعم عدد أفراد الأسرة يتجه اليوم نحو التناقص، ولكن تأثيره السابق ظاهر اليوم على جودة تعليم البعض. الفكرة من هذه المقالة هي أن التعليم نظام غاية في التعقيد يرتبط بمتغيرات عديدة، بعضها خارج عن السيطرة المباشرة لمنظومة التعليم، لكن هذا لا يعفي نظام التعليم من إعادة صياغة المنظومة التربوية من أجل تفعيل دور كل من له مساهمة في تعليم الطفل، خصوصا من هم خارج منظومة التعليم الرسمية.