الجزيرة - كتب:
صدر كتاب: «مصطلحات في الإعلام السياسي»، للدكتور: عبدالله بن عبدالمحسن العساف، والكتاب يتكون من 185صفحة من القطع الصغير، ويضم معجمًا لمصطلحات الإعلام السياسي، من الألف حتى الياء، حيث تتبع فيها كل هذه المصطلحات وقام بشرحها وتحليلها، وقد كتب مقدمة الكتاب معالي الدكتور: إبراهيم العساف، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وقد بين مؤلف الكتاب في المقدمة نقاطًا مهمة تتعلق بفكرة الكتاب وأطر تأليفه، حيث يقول:
«يأتي هذا الكتاب ثمرة لعمل ميداني وأكاديمي طويل، وبعد تأملات في كثير من المصطلحات التي تتكرر عبر وسائل الإعلام المختلفة، التي لم يكن بعضها في محله الدقيق. وبعد نشر كتابي الأول «الاتصال السياسي في عالم يتغير» جرت الكثير من النقاشات حول الاتصال السياسي، ومضامينه، التي قد تخفى على البعض ؛ من هنا خطرت لي فكرة الكتابة هذه المصطلحات التي باتت ترددها وسائل الاتصال المختلفة، دون أن تتضح معانيها عند كثير من المتلقين، وأصبحت أتلقى كثيراً من الأسئلة، عن معانيها، وأساس استعمالها. ثم إنه في أثناء تدريسي أحد مقررات الاتصال السياسي، وفلسفة الإعلام، لطلاب الدراسات العليا، كلفت طلابي أن يكتبوا أكثر عشرة مصطلحات يستمعون إليها خلال أسبوع واحد، وفق محددات بينتها لهم، ومنها ؛ هل تم استخدام هذا المصطلح استخداماً صحيحاً؟ وهل تم إيراده بطريقة سلبية، أو إيجابية؟ وما نوع الوسيلة التي ذكرت هذا المصطلح؟ ولا يخفى أن تحريك الطلاب، والتشارك المعرفي معهم، يفيد الأستاذ والطلاب إذا كان في المجموعة طلبة نابهين.
وبعد استعراض تلك المصطلحات أمام الجميع، ومناقشتها الطلبة كافة؛ لاستثارة قدرتهم على التفكير والتحليل وإعادة تركي فيها، واختصر السياق ، تبين بأن ملكية الوسيلة الإعلامية، وسياستها التحريرية كالإبراهيمية = والأيدولوجيا التي تنطلق منها، تتحكم كثيرا في تحسين أو تقبيح هذا الرمزي، ومحامي المصطلح لدرجة التقديس أو الشيطنة! والقليل من المصطلحات المرصودة ذكرت بحياد متجرد عن الأهواء.
لذلك تناقشت حول هذا الأمر مع أخي الكريم أحمد الذي شجعني على المضي بمشروعي، وأصبح يلح علي بإنجازه، وبات يسألني متى يبصر النور؟ بل مضى إلى أبعد من ذلك، تذكيري بعدد من هذه المصطلحات، وخصوصاً الحديث منها، ومقترحه العربية و بأن تصبح هذه الكتب سلسلة في الإعلام السياسي، المبني على التجربة الخصوص، فقررت في محاولة لتقريب هذه المصطلحات، حتى تصبح في متناول الجميع ، أن أقدمها للقارئ الكريم ، بربطها بالواقع المعاش، والتمثيل لها، كما أنني أسهبت في بعض المصطلحات، «كولاية الفقيه» و»الوهابية» التي تتناولها بعض وسائل الإعلام على سبيل الطعن والاستنقاص ، ويتناقلها الكثير دون أن يعلموا حقيقتها، فبسطت القول فيها، واختصرت في بعض المصطلحات، وأضفت مصطلحات طارئة، كالإبراهيمية، وغسل الأخبار، والتسميم السياسي ، والعنف الرمزي ، ومحامي الشيطان مثلا.
وكلي أمل أن يساعد هذا الكتاب القراء في فهم المصطلحات السياسية الواردة في وسائل الإعلام، لا سيما أن كثيرا من الإشكاليات ذي شجع المعرفية، نابعة من اضطراب الفهم الحقيقي للمصطلح، كما أرجو أن يزاد ويسألني عن الوعي بهذه المفاهيم، مع استخدامها بطريقة صحيحة.
من الغايات أن يصبح هذا الكتاب لبنة يضيف منتجاً علميا للمكتبة، ومقترح العربية والسعودية عموماً، وللمكتبة الإعلامية على وجه التجربة الخصوص، علما أني رجعت لعشرات المراجع والمعاجم وكتب الإعلام والسياسة، وصغت المعنى حسبما فهمته وبما يؤدي إلى توضيحه للقارئ، والنية متجهة في المستقبل للحديث عن مصطلحات أخرى اقتصادية، ودبلوماسية، وعسكرية، بغية إثراء مكتبتنا المحلية والعربية.
أخيرا، لا يفوتني أن أزجي خالص الشكر والتقدير لصاحب المعالي الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الذي اقتطع من ثمين وقته وجهده لقراءة هذا الكتاب، ثم تفضله بكتابة تقديم واف له، فلمعاليه مني جل التقدير وكثير الدعاء. وهذا الشكر والدعاء موصول لكل من يقرأ فيستفيد أو يعقب بما يفيد».