ميسون أبو بكر
فترة كورونا كانت فترة ناجحة للسياحة الداخلية أعدت لها الجهات المعنية جهوداً جيدة وإمكانات تناسب تلك الفترة، وربما كانت تجربة جيدة لوضع استراتيجية تمكِّن من تقديم خدمات أفضل تهيئ المكان والإنسان المشتغل بهذا القطاع.
فالمملكة اليوم وجهة رئيسة لسياح العالم الذين يترقبون كل جديد والذين يتوقون للاطلاع على تاريخها وآثارها ومتاحفها المفتوحة وكل ما كان في السابق عبارة عن أفلام وثائقية وأخبار علمية يتجلى اليوم بمدن ساحرة كسرت أقفالها وفتحت أبوابها وتجلت عظمتها للسائح المحلي والأجنبي.
ما أود أن أشير إليه في مقالي هو السائح السعودي في الخارج والذي يعتبر سفيراً غير رسمي لبلاده وثقافته ولغته؛ لأنه يعتبر النموذج الحي للإنسان السعودي الذي يتطلع الكثيرون للتعرف إليه بعدما وصلت إليه بلاده من مكانة عظيمة ليس على الخارطة السياسية فحسب بل في المجتمعات التي كانت لا تتطلع لأكثر من قوتها ولقمة عيشها ومنغمسة في حسابات الضرائب التي تدفعها.
اليوم تغير الحال بعد النكبات الاقتصادية التي حدثت في العالم وشلّت اقتصادات دول كثيرة، لقد بات الناس يبتكرون طرقاً للرزق وآخرون يحسنون أدواتهم لجذب السائح - مصدر رزقهم- ويبدون أكثر ترحيباً من قبل، وهي فرصة للسعوديين أن يتحرروا من نطاق التعامل معهم كأبناء بلاد النفط الأثرياء الذي يسافرون لإنفاق أموالهم بلا حدود ويبالغون في استعراض المجوهرات والملابس باهظة الثمن، بل ليكونوا سفراء فوق العادة لبلادهم في سلوكياتهم وتعاملهم وحديثهم كسعوديين عن التغيرات التي حدثت في بلادهم والأماكن السياحية، والحقوق التي يتمتعون بها والخدمات والرفاهية ( والتي نفتقدها حين نخرج من حدود هذا الوطن العذب).
السائح السعودي عليه واجب وطني لا بد أن يقوم به في الخارج كنوع من رد الجميل لوطنه متى ما أتيحت له الفرصة، فكثر متعطشون لمعرفة المزيد عن المملكة العربية السعودية.
إحدى السائحات الأمريكيات التي أهديتها مروحة يدوية كنت أستخدمها بسبب موجة الحر التي يعاني منها العالم؛ مطبوع عليها صورة للأماكن التاريخية في العلا كانت سعيدة جداً لحديثي عن السياحة وأهم الأماكن التي يمكن أن تزورها في السعودية ووجدتها تسأل بشغف.
مقاطع الفيديو التي تنتشر عن سائحين زاروا المملكة لها عظيم الأثر واستقبال السعوديين لهم بكرم غير مستغرب لذلك أقول إن سلوك الفرد خارج وطنه وداخله هو الانتماء الحقيقي للفرد وجواز سفره الأخضر، فكثير من المغرضين في السابق انشغلوا بنشر سلوكيات فردية أساءت ولو قليلاً واليوم بحاجة لإظهار الصورة الحقيقية وصدى إنسان الرؤية ابن طويق.