زكية إبراهيم الحجي
لا.. لفظة صارمة إلا أنها قوة رفض إيجابية في كثير من المواقف.. وهي إن كانت من أكثر الكلمات قوة في اللغة التي نحتاجها فهي أيضاً من أكثر الكلمات تدميراً بالنسبة للكثير وقد تكون أصعب كلمة تقال على الإطلاق.. ولكن حينما ندرك الوقت والمكان المناسب لاستخدامها سيكون شأنها فعالاً في تحويل المواقف بشكل جذري نحو الأفضل
هل فكرت عزيزي القارئ في يوم ما أن تنأى بنفسك عن الضغوط الخارجية وقلت «لا» لصالح نفسك ولصالح أهدافك دون التفات أو اهتمام بالآراء الغاضبة والممانعة.. فإذا كان جوابك بالنفي.. فما الضير أن تمنح قدراتك ومؤهلاتك مساحة لذلك وترى النتيجة في نهاية المطاف.
فعندما نقول «نعم» لأمور حياتنا سندرك حينها متى نقول «لا» وذلك لن يتحقق إلا عن طريق ترتيب أولوياتنا.. فمثلاً عندما تكون أمور ديننا من أولوياتنا فطبيعي أن نقول «لا» لأمور تستهلك وقتنا وتنسينا مبادئنا.. وعندما تكون الأسرة هي «نعم» في حياتنا ستكون «لا» الرد لكل طلب قد يبعدنا عنها أو يجعلنا نقصر في مسؤوليتنا حيالها
يقول حكماء الهند.. إن هناك ثلاث عمليات أساسية في هذا العالم وهي: الخلق والحماية والتحول.. والرفض في هذه العمليات الثلاث هي أمر أساسي فلو تعلمت كيف تقول «لا» بحنكة ومهارة فيمكنك أن تحصل على ما تريد وتحمي ما تقدره وتُغير ما لا يُجدي.. إنها بحق فوائد عظمى تتمخض من قول «لا» الإيجابية..
تأمل أيها القارئ الكريم وللحظات تلك الأشياء التي تهمك.. سعادتك ونجاحك في عملك والأمن والأمان لك ولمن تحب.. الأمن والاستقرار للوطن الذي ننتمي إليه.. الوضع الاقتصادي الجيد والحياة الاجتماعية المستقرة.. إن كل هذا الذي تهتم به يمكن أن يتأثر أو يكون مُهدداً من جراء سلوك الحاقدين الحاسدين الذين أوغر صدورهم ما تنعم به.. لكن بالرفض الإيجابي ستحافظ على كل ما يهمك وتتمكن من الدفاع عن كل ما تعتز به..
بالرفض الإيجابي يمكنك تغيير ما لا يُجدي.. فليس هناك أجدى من استخدام «لا» الإيجابية للرد على كل المطالب غير المعقولة أو رفض أي سلوك استغلالي كذلك مقاومة طلبات أطفالك اللحوحة قول «لا» بفعالية وفي الوقت والمكان المناسب يجلب لك احترام الذات ويكسبك شعور السعادة وبالتالي الاحترام والقبول من قبل الآخرين «لا» الرفض الإيجابية مشجعة لك أنت نفسك فأغلبنا يواجه صعوبة على قولها أمام إغراءات وسلوكيات مدمرة لذواتنا وأبنائنا وأسرنا مثل الأطعمة والاستهلاك فنرضخ لتلك المغريات.. إلا أننا بقوة الرفض الإيجابية يمكننا حماية رغباتنا وذلك أسلوب لا يُقدر بثمن.