محمد السنيد - الرياض:
حققت منظومة النقل والخدمات اللوجستية نجاحات كبيرة خلال موسم حج هذا العام 1443هـ بداية من الاستعدادات للاستقبال الحجاج إلى مغادرتهم أرض الوطن من خلال إنجاز العديد من المشاريع النوعية الخاصة والهادفة إلى تطوير وتحسين خدمات النقل في الحج، بما يتفق مع معايير الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، المعنية في الارتقاء بخدمات ووسائل النقل كافة، وتعزيز التكامل في منظومة الخدمات اللوجستية وأنماط النقل الحديثة في المملكة.
وقدمت منظومة النقل والخدمات اللوجستية خدماتها لكافة ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام1443هـ، حيث بلغ الحجاج حسب المنافذ البرية 35,210 حاجاً ، والمنافذ البحرية 6,029 حاج، والمنافذ الجوية 738,680حاجاً وحاجة.
كما قامت وزارة النقل والخدمات اللوجستية بمسح جميع الطرق المؤدية للمشاعر المقدسة؛ بمساحة 8800 كم؛ عبر 11 منفذًا، ونُفِّذَتْ عمليةُ المسحِ وفقًا لأعلى معايير السلامة للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن.
وعملت الوزارة بجهود كبيرة من أجل تهيئة الطرق المؤدية للمشاعر المقدسة، باستخدام أحدث معدات المسح والتقييم؛ للتأكد من جاهزيةِ جميع الطرق بأفضل الأدوات العالمية المستخدمة في عملية المسح.
واستطاعت منظومة النقل والخدمات اللوجستية تهيئة عدداً من الطرق ذات المستوى العالي من السلامة والصيانة لوصول الحجاج إلى مكة المكرمة، وهي : طريق الرياض / الطائف / مكة المكرمة بإجمالي أطوال بلغ 820 كم، وطريق القصيم / المدينة المنورة البالغ طوله 448 كم، وطريق مكة المكرمة / المدينة المنورة بطول 421 كم، إضافةً إلى طريق جدة / المدينة المنورة الذي تصل أطواله إلى 410 كم، وطريق مكة المكرمة / جدة بطول 70 كم، وطريق مكة المكرمة / الطائف بطول 70 كم، بالإضافة لباقي الطرق عبر المنافذ الحدودية.
كما قامت المنظومة بإنهاء كافة التجهيزات لعدد من المطارات لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، تمثلّت في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، إضافةً إلى مطار الطائف الدولي.
وتم تجهيز عدد من محطات الخطوط الحديدية لنقل الحجاج من وإلى المشاعر المقدسة، وهي: محطة مطار الملك عبد العزيز، ومحطة السليمانية، ومحطة مكة المكرمة، إلى جانب محطة المدينة المنورة، بالإضافة لقطار المشاعر الذي يسهم في تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، كما تم تهيئة ميناء جدة الإسلامي لاستقبال عدد من ضيوف الرحمن.
ولعب قطار المشاعر دوراً كبيراً في نقل حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة بطول 18 كم، عبر 12 عربة لكل 16 قطار وبسعة 300 راكب لكل عربة من خلال 9 محطات ركاب تتنوع ما بين عرفات ومزدلفة ومنى وبسرعة 80 كم ليصل بين منى وعرفات في 10 دقائق، ويدير عمليات القطار وينظم حشوده مختصين 85 في المئة منهم سعوديين يتحدثون عدة لغات لخدمة ضيوف الرحمن، حيث يتميز قطار المشاعر بقلة الانبعاثات واختصار للمسافات وذلك لإتمام رحلة الحج.
كما قدم قطار الحرمين السريع الربط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة خلال موسم حج هذا العام 1443هـ خدمات مميزة وذلك عبر رحلات منتظمة تسير لنقل حجاج بيت الله الحرام عبر محطات القطار الذي يشكّل أحد مسارات ومنافذ تفويج الحجاج براً من المدينة المنورة، كما يعزز قطار الحرمين من جودة أعمال تفويج الحجاج بواسطة الحافلات عبر مركز مراقبة تفويج الحجاج في طريق الهجرة السريع, ومركز حجاج البر بالمدينة المنورة.
وأسهمت جهود منظومة النقل والخدمات اللوجستية في استقبال الحجيج من كل فجٍّ عميق عبر الطرق والمنافذ البرية والمطارات والموانئ والقطارات، وتيسير وصولهم إلى البقعة الطاهرة، بالإضافة لدورها في التصريح للحافلات التي تنقل ضيوف الرحمن، إذ تعد منظومة النقل الشريان الرئيسي للحركة على مدار العام. كما قامت وزارة النقل والخدمات اللوجستية بإعداد خطط وبرامج الاستعداد لموسم حج العام 1443هـ على طريق المدينة المنورة / مكة المكرمة السريع، وذلك للتأكد من سلامة الطريق والجسور والأنفاق وكافة وسائل السلامة، وإيجاد الطرق البديلة لها في حالة الطوارئ، حيث تم تشكيل 3 فرق لتنفيذ هذه المهام توزّعت على النحو التالي: فريق متابعة الخدمات على الطرق، وفريق الإشراف والمتابعة لمشروعات الوزارة بالمدينة المنورة، وفريق المشاركة في الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني.
الجدير بالذكر أن الحج يعد عملية لوجستية فريدة من نوعها من خلال تنقل ضيوف الرحمن من موقع لآخر في منطقة واحدة وفي وقت وجيز عبر منظومة نقل وخدمات لوجستية تتمتع بالكفاءة البشرية والآلية والتي استطاعت أن تسهم في نجاح حج هذا العام 1443هـ من خلال الخدمات المتكاملة لمختلف أنماط النقل التي تم تقديمها لتسهيل رحلة الحاج وأداء فريضة بكل يسر وسهولة.