بعد انتشار وباء كورونا بشكل مفاجئ خلال السنوات القليلة الماضية، تراجعت إيرادات شركة الملابس العملاقة Primark بنسبة 75 في المائة، وبلغت خسارتها حوالي 800 مليون جنيه إسترليني نتيجة «الحظر»، وإغلاق متاجر الشركة في كل الدول التي تتواجد فيها (بريطانيا، وأوروبا، والولايات المتحدة).
لم تتمكن Primark من التأقلم مع التغيرات الجديدة التي طرأت على عالم البيزنس والأعمال إبان انتشار الوباء، والتي كان من أهمها سرعة التحول الإلكتروني؛ لأنها ظلت لسنوات طويلة معتمدة على نموذج عمل تقليدي.
ولا تقتصر أهمية التحول الرقمي في الشركات على تحقيق المرونة الكافية لتخطي الأزمات فقط، بل إن الشركات التي تمتلك نموذج عمل يعتمد على التكنولوجيا يمكنها تحقيق مكاسب اقتصادية أعلى من الشركات التي تمتلك نموذج عمل تقليدي بنسبة 20 إلى 50 في المائة بالإضافة إلى زيادة في رضا العملاء بنسبة 20 إلى 30 في المائة، وذلك بحسب تقرير نشرته شركة «ماكينزي» الأمريكية للاستشارات الإدارية.
التحول الرقمي.. أين الطريق؟
أحد الأمثلة الرائدة في تحقيق التحول الرقمي هو تجربة مطاعم «دومينوز» في عام 2011، كانت سلسلة مطاعم البيتزا الشهيرة تسعى لتسهيل عملية طلب الطعام من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا الرقمية، فقامت بوضع خطة لذلك، واستطاعت تطوير أول تطبيق لطلب البيتزا «أونلاين»، وقد أدى ذلك التحول الرقمي لحدوث طفرة كبيرة في مبيعات «دومينوز» وساعدها في التفوق على باقي مطاعم البيتزا في ذلك الوقت.
لكن عملية التحول الرقمي ليست بهذه السهولة التي تتخيلها، فوفقًا لدراسة أجرتها «مجموعة Everest Group» حول التحول الرقمي، وجدت أن 70 في المائة من الشركات، تفشل في عملية التحول الرقمي بما في ذلك الشركات الكبرى مثل Proctorالجزيرة Gamble وFord وGeneral electric.
ولكي تنجح الشركات في تحقيق التحول الرقمي، لا بد أن تمتلك خطة واضحة ومكتملة، وتسير على مجموعة من الخطوات، نلخصها كما يلي:
1 - لا بد أن يعرف قادة الشركات دافع هذا التحول، وكذلك الأهداف التي تسعى الشركة لتحقيقها من دمج التكنولوجيا الرقيمة في نموذج عملها، ووضع مؤشرات لقياس مدى نجاحها في تحقيق التحول.
2 - يجب على قادة الشركات تقييم القدرات الرقمية التي تمتلكها شركاتهم في الوقت الحالي، ومدى تقدم الشركة رقميًا؛ وذلك لمعرفة التكنولوجيا المطلوبة للتحول الرقمي؛ سواء كانت برامج إدارة علاقات العملاء، أو برامج تخطيط موارد المؤسسة، أو إنشاء متجر إلكتروني، أو غير ذلك.
3 - بعد اختيار الحل التكنولوجي المناسب لتحقيق أهداف الشركة، يجب عليها أن تبدأ في تطوير التقنيات التي ترغب في استخدامها أو الاشتراك في بعض الخدمات التكنولوجية المقدمة من شركات أخرى كالاستعانة بخدمة Chatbot للرد على العملاء مثلاً.
4 - يجب على القادة رسم خطة شاملة لكيفية تطبيق التحول بشكل تدريجي؛ حتى تتمكن أنظمة الشركة وموظفيها من استيعاب التحول، ولا يحدث أي خلل أو مشكلة لأن هذه العملية ربما تحتاج لسنوات.
5 - يجب على الشركة التأكد من امتلاك الكفاءات اللازمة للتحول الرقمي، فإذا كانت لا تمتلك موارد بشرية قادرة على التعامل مع هذا التحول، فسوف تعاني من مشكلة كبيرة، ويتم ذلك إما عن طريق وضع برامج تأهيل الموظفين الحالين أو استقدام كفاءات جديدة.
6 - على صعيد آخر، يجب على أقسام الموارد البشرية أن تقوم بنشر ثقافة التغيير في الشركة، من خلال نشر الوعي بأهمية التحول الرقمي، والتأكد من استيعاب الموظفين لهذا التحول.
7 - تنفيذ خطة التحول الرقمي ومراقبة التغيير الذي يحدث بمرور الوقت، ومتابعة مدى نجاح التحول الرقمي بناء على مؤشرات قياس الأداء الرئيسية KPIS وأهداف الشركة Objectives.
** **
- محمد عاطف