سهام القحطاني
«متفائلون بأن تؤدي هذه القمة إلى إطار شامل لمرحلة جديدة، نبعث فيها الأمل لشباب وشابات المنطقة بمستقبل مشرق يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة، التي نفتخر بها، ولن نتخلى عنها، ونتمنى من العالم احترامها كما نحترم القيم الأخرى» -من كلمة سمو الأمير محمد بن سلمان الكريمة- الميثاق العربي الجديد -في قمة جدة للأمن والتنمية-.
في جدة عروس البحر الأحمر رمز الانفتاح والتسامح والثقافة وملتقى حضارات الشعوب.
المدينة التي تطل من خلال بحرها على العالم وتؤكد كل يوم مع شروق شمسها التي تُذهّب أمواج بحرها رسالة المحبة والسلام لهذه الدولة العظيم ولهذا الشعب الجبار الراسخ في الأصالة والعزة والمجد كجبل طوق، انطلقت قمة الأمن والتنمية، هذه القمة التي ستظل الحكاية الأولى في تاريخ العرب الجديد.
لم تكن قمة جدة «للأمن والتنمية» مجرد قمة اجتماع، بل كانت «فاتحة لتاريخ عربي» بصياغة سعودية تؤكد على أن التاريخ يعود إلى مصدره الأول لينطلق من جديد بقوة.
لتؤكد للعالم أجمع أن السعودية كانت وستظل هي قائدة الأمة العربية والإسلامية ولا توجد قوة على وجه الأرض تسطيع أن تغيّر هذه الحقيقة الراسخة بالدين والتاريخ والسياسة والواقع.
لتؤكد للعالم بأن العرب سيظلون قوة مهما عبرت من خلالهم الفيضانات وغشيهم غروب الأوجاع، وتناثرت في أيامهم شهب العثرات، وحاولت الأصابع المشبوهة أن تدس لهم السم في العسل، فسيظل العرب قوة راسخة بفضل الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا ومشيئة القدر.
قوة قد تتراجع بتأثير الألم لكنها لا تسقط ولا تنهار، فما تلبث بعد حين أن تسترجع بريق قوتها عندما يبعث الله لها قائدا يوّحد الصفوف ويصقل لوحة الوحدة لتبرق من جديد.
في تاريخ الأمس المجيد استطاع المؤسس الخالد الملك عبدالعزيز آل سعود أسد الجزيرة العربية - رحمه الله- أن يصمم لوحة الوحدة العربية ومنهج الصف الواحد، واليوم التاريخ يعيد نفسه للعالم الذي فقد ذاكرة التاريخ المجيد لهذا الوطن العظيم، فها هو «محمد بن سلمان» «أسد السياسة العربية» يعيد إلى ذاكرة العالم بالصوت والصورة والفعل صقل اللوحة التي صممها الجد الأعظم الخالد ويزيل الأتربة التي أفقدت منهج الصف الواحد بريقه وحيويته.
لقد استطاعت قمة جدة للأمن والتنمية بقيادة عرابها أسد السياسة العربية أن تؤسس لتاريخ عربي بصياغة عربية - عربية بعيدا عن توهمات الغرب بأنهم يستطيعون في كل زمان أن يسيطروا على أصالة وقوة «الحصان العربي» والتحكم في بوصلة اتجاهاته.
لن تكون قمة جدة للأمن والتنمية مجرد قمة ستُقلب من خلال صفحات التاريخ، بل هي كتاب تاريخ جديد للعرب؛ لأنها أثبتت للعالم بأن العرب الذين ظلوا «صوراً كاريكاتيرية في صحفهم وأفلامهم» هم اليوم من يتحكمون في دفئهم ومواصلاتهم ويومهم المعيشي».
لقد اثبتت قمة جدة للأمن والتنمية أن العرب ستظل قوة أصيلة راسخة، وأن أمريكا والغرب كلما راهنوا على أن الغيبوبة التي سقطت فيها العرب هي غيبوبة ما قبل الموت، تفاجئوا بأن مشيئة القدر تبعث دوما «المنقذ والمُخلص» من تلك الغيبوبة.
لقد وثّقت قمة جدة للأمن والتنمية يقين السعوديين بأن «ولي عهدهم المبارك محمد بن سلمان» هو رجل صانع للتاريخ موّحد للصف العربي وقائدهم، بطل سياسي سيضيف أمجاداً لأمجاد هذا الوطن العظيم، وأكدت للعرب وللعالم بأنه معادلة فارقة في السياسة العالمية لا يمكن تجاوزها أو تهميشها.
لقد أثبتت قمة جدة للأمن والتنمية علاقة المحبة والود بين محمد بن سلمان وقادة العرب وهي بلا شك محبة وود لا يُمكن أن تتشكل إلا من خلال ثقة قادة العرب في حكمة ومعرفة ورؤية سموه الكريم وبأنه يقودهم إلى العزة والمجد والقوة.
لقد أكد سمو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- في كلمته الكريمة -الميثاق الجديد للعرب- في القمة، بأن أصالة الشعوب لا مفاوضة عليها أو رهان، وأن قيم الشعوب هي مصدر أصالتها وهويتها متى ما رضخت للتفاوض تزعزعت قوتها وانهار بنيانها الاجتماعي.
فنحن نقوى بقيمنا النبيلة لا بقيم الآخرين، فالقيم المشتركة هي خدعة من أمريكا ومن الغرب لتذويب أصالتنا وهويتنا واستعمارنا من حيث لا نشعر.
هذا هو المبدأ الأول الذي علّمه محمد بن سلمان أمريكا والغرب «قيمنا خط أحمر» لن نتنازل عنها ولا نتفاوض عليها ولا نقبل لأحد تجاوزها أو عدم احترامها.
والمبدأ الثاني هو المبدأ الراسخ الذي يُراهن عليه محمد بن سلمان في كل قول له «الثروة البشرية» الشباب والشابات فهما مصدر قوة المجتمعات الدائم والمتجدد.
لقد اسقطت قمة جدة للأمن والتنمية بقيادة السعودية العظمى أسطورة «المارد الأمريكي» الذي كان من حقه أن يقول لأي شيء كن فيكون، ليكتشف العالم بأن العرب اليوم بقيادة السعودية العظمى قوة سيُحسب لها من الآن وزنا سياسيا واقتصاديا في قادم الأيام.
تُعزّ الشعوب بقوة حكامها
بارك الله لنا في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأدام الله عليه نعمة الصحة والعافية وولي عهدنا أسد السياسة العربية محمد بن سلمان وحفظهما من كل شر.