د.حماد الثقفي
هناك مخاوف أمريكية من وجود تصدع محتمل في العلاقات الأمريكية- العربية، خاصة الخليجية، والتي كانت بسبب سوء الإدارات الأمريكية السالفة والحالية بقيادة جو بايدن، في ظل مرحلة حرجة تمر بها إدارته داخليًا وخارجيًا، لتتراجع شعبيته وفق استطلاعات الرأي الأمريكية، ورفض الغالبية الكبيرة في الحزب الديمقراطي لترشحه إلى ولاية رئاسية ثانية، بعد السقوط الأمريكي بين براثن كوفيد 19 والغزو الروسي الأوكراني، والتضخم العالمي الذي طال الجميع حتى أكبر الاقتصاديات، وهو ما جعل الجميع يلهث في «صحوة» لمنطقة الشرق الأوسط، خاصة الخليج العربي، بقيادة السعودية التي جعلت رؤيتها 2030 محك أنظار العالم أجمع، بل جعلت أهمية للمنطقة بمشاريعها ومبادراتها بعد خطط التخلّي عنها وإهمالها بحجة انتفاء الحاجة إلى قوات أمريكية فيها، فدولياً تكافح الولايات المتحدة لاستعادة قطبيتها الوحيدة في العالم، واسترداد نفوذها في مناطق استراتيجية لأمنها القومي ولأمن أوروبا كذلك وهي فرائس تنافس عليها الروس والصينيون بعد الهروب الأمريكي منها، كما فعلت بأفغانستان، فعلى أميركا ألا تتدخل في شؤون دولنا العربية، ولتترك العراق وسوريا في حالها.
على الولايات المتحدة أن تعي وتفهم ما سيحدث إذا تركت المنطقة، خاصة مصر والسعودية التي يتجه إليها أنظار المتنافسون في احتمالية تعاون روسي سعودي في النفط، وحتى تعاون عسكري بين السعودية والصين، ولا ننسى مشروع طريق الحرير، وكخطوة رمزية تجاه الملف الشائك (النفط) والجرح الأوروبي بل والعالمي من فقدان الغاز الروسي، كان لزاماً طلب «بايدن» من الخليج والمملكة خاصة، تجاوز أوبك+، وزيادة الحصص التي أعلنت عنها السعودية بقولها لا زيادة بعد زيادة 200 ألف برميل يومياً التي كانت مُقررة أصلاً في سبتمبر الماضي!!، إذا عادت الإدارة الأمريكية بخفي حنين، اللهم إلا بـ18 اتفاقية ومذكرات تعاون.. فقط بضع مليارات.. أما ما قدمت أميركا والغرب بيديهم فيه من بيع الأسلحة ودعم الإرهاب، فقد فشل ما روجت له وسائل الإعلام بتأسيس تجمع جديد يضم إسرائيل، والهند، ودولة الإمارات، وأمريكا I2U2، وهو تجمع رباعي جديد يركز على التنسيق الاقتصادي والأمني غرب آسيا.. بل وانتفت قصص تأسيس تحالف ناتو عربي، لأن أميركا ومدللتها إسرائيل والغرب معهما يخشون روسيا والصين والملف الإيراني النووي، لذا كان هدفهم توسيع الشرق الأوسط لـ»مكافحة الإرهاب»، وإدماج إسرائيل كطرف فاعل في الإقليم مع العمل على إعادة إدماج الهند مع الأهداف الأمريكية أيضًا.
كل هذه الأهداف وغيرها، قطع الطريق على شرطية العالم أميركا، ودول القارة العجوز، ليفتح الطريق أمام إسرائيل في المنطقة، وقد تكون للزيارة معنى آخر وهو قطع الطريق على الصين وروسيا لوقف تدخلاتهما بالمنطقة بعد ذلك الفراغ الأمريكي.