في يوم الأحد 11-12-1443هـ فقدت الأسرة أحد أركانها وعميدها العم الشيخ عبدالمحسن بن ناصر بن عبدالمحسن المنيف عن عمر يناهز المائة عام.
لقد كان الشيخ عبدالمحسن في شبابه طالب علم درس على الشيخ صالح بن نصر الله على نظام الكتاتيب في مسقط رأسه، بلدته حوطة سدير وحفظ القرآن الكريم.
ثم انتقل إلى الرياض والتحق بحلقات العلم بجامع الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ وبعدما تحصل عليه من علم وحفظ لكتاب الله وجه إلى القضاء واعتذر. وبالرغم من ذلك بقي رحمه الله يتواصل مع المشايخ الأفاضل والعلماء الراسخين بالعلم أمثال المفتي أطال الله بعمره ومتعه بمزيدٍ من موفور الصحة والعافية والشيخ صالح بن غصون والشيخ راشد بن خنين رحمهم الله وغيرهم الكثير لا مجال لحصره.
زامل العم الشيخ عبدالعزيز بن حمد المنيف والشيخ عبدالله بن حسين وغيرهم الكثير....
كان ينوب عن مفتي عام المملكة الحالي عند إمامته بمسجد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف في حال غيبته ويتعاون معه في أداء صلاة التراويح برمضان (عندما كان المفتي الحالي حفظه الله إماماً لمسجد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف الشيخ).
العم الشيخ عبدالمحسن كان يتسم بصفات قل ما تجدها في نظرائه في حينه من حلم، قوة الحجة، الصبر، دقة التركيز، شدة البأس، بعد النظر، طاقته عالية في النقاش للوصول إلى الحقيقة على ضوء الكتاب والسنة، حبه للدين وأهل الدين والحرص على مخالطتهم وزياراتهم في المناسبات كالأعياد وخلافه.
كان رحمه الله حريصاً على المساجد، والتصدق على المحتاجين، والبر بوالده رحمهما الله العم ناصر بن عبدالمحسن وأخيه المرحوم الشيخ إبراهيم بن ناصر وأخواته.
واصل رحم، يحترم الجميع، الجميع يحترمه، سمت، يسأل عن الكبير والصغير، يواسي، لديه رحمة ربانية فيما تتطلبه المواقف، عرفته منذ كنت صغيراً وهو يأتي مع والده حيث كان العم ناصر يمشي على مغازله مشياً من حي الديرة إلى بيت الجد عبدالرحمن بن محمد في حي ثليم مشياً على الأقدام رحمهم الله.
تتأصل فيه معاني البر بوالده وصلته بالرحم مع الجميع لا يستسلم لليأس صبوراً محتسباً الأجر جزاه الله خيراً عن كل خطوة خطاها وصلة رحم وصلها وصبراً احتسبه عند المولى عز وجل.
رحم الله العم الفقيد وثبّته على قوله الثابت ورفع المولى منزلة مع العليين والصديقين والشهداء ورزقه العزيز الكريم شربة هنيئة من حوض نبيه والخير باقٍ في مشايخ الأسرة ومن استلهم الصفات النبيلة وتغذى بجمال القدوة إن شاء الله.
الرحلة قصيرة والأعمار تتخطى والرابح من ربح تجارته مع الله ولا نزكي على الله أحداً.
عزاء الأسرة جميعاً صغيراً وكبيراً في العم الشيخ عبدالمحسن رحمه الله رحمة واسعة وابن أخيه الأستاذ صالح بن إبراهيم وزوجته أم سعد وابنيه سعد وخالد وذويه ومحبيه وجميع أحفادهم، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- صالح بن عبدالله المنيف