مع مرور الأيام والشهور والسنوات لم يغب عن أذهاننا أننا فقدنا الكثير من الإخوان والأقارب والأصدقاء حيث تجرعنا مرارة الحزن والأسى، وكلنا إيمان بقضاء الله وقدرته، وهذه حكمة الله وسنته لهذا الخلق، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
تلقيت نبأ وفاة صديق الطفولة والدراسة فقيدنا الغالي محمد بن عبدالعزيز الرشيد رحمه الله عن طريق الجوال من أحد أقاربه في عصر يوم عرفة أفضل أيام الدنيا حيث كان يوم وفاته، إثر سكتة قلبية مفاجئة وهو في سكنه بالفندق في جدة، بينما كانت عائلته في عرفة لإكمال حجهم أسأل الله أن يجعلها خاتمة طيبة. لقد فجعت عائلة الرشيد عامة وأسرته خاصة بوفاته، ونسأل المولى عز وجل له الرحمة والغفران والحمد لله على قضائه وقدره.
كان عبدالعزيز رحمه الله من أعز الأصدقاء منذ أيام الطفولة في مسقط الرأس الرس، حيث تلقينا سوياً دراسة المرحلة الابتدائية ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة الرياض في عام 1386هـ وواصل دراسته حتى أنهى الشهادة الجامعية في كلية التجارة وعمل ممثلاً مالياً حتى أحيل للتقاعد، واستمر التواصل بيننا سواء في الرس أو الرياض تخلل ذلك الكثير من الذكريات، وفقيدنا الغالي كان في السنوات الأخيرة عندما يزور مسقط رأسه الرس يحرص كل الحرص على زيارة زملائه وأصدقائه القدامى، وكان صاحب أخلاق وطاعة لوالديه ومخلص في أداء عمله في الوظيفة.
ولما توفي رحمه لله تم نقل جثمانه إلى مدينة الرياض من قبل إخوانه جزاهم الله خيراً والحمد لله تم ذلك بكل يسر وسهولة رغم ظروف الحج بتعاون مع المسؤولين حفظهم الله، وتمت الصلاة عليه في جامع الراجحي ودفنه في مقبرة النسيم وسط جمع كبير من أقاربه ومحبيه وكل يدعو له بالمغفرة والرحمة، نسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة.
في الختام أعزي نفسي بوفاة الصديق الغالي أبو عبدالعزيز وكافة عائلة الرشيد في الرياض والرس وجميع مناطق المملكة وأخص بالعزاء أشقاء الفقيد خالد وأحمد وزامل وصالح وفهد وبقية الإخوان وشقيقاته وأبناءه وعمه الدكتور زامل والدكتور صالح والأستاذ عبدالرحمن أبوطلال وجميع أقاربه. أسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- منصور محمد الحمود