عبد العزيز الهدلق
كل ما حدث ويحدث في الوسط الإعلامي الرياضي من هرج ومرج، وادعاء مظلومية، وقذف تهم، وتجريح شخصيات ودخول في ذممها، يتم مع أنه ليس هناك معلومة حقيقية ولا أساس متين يستند عليه أولئك في ضجيجهم ومظلوميتهم. والله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). والمعنى في هذه الآية التنبه لحقيقة ما يتم تداوله من أنباء وأخبار ومعلومات، وما هي أبعادها ومعانيها. وضرورة التثبت منها، لكي لا تصيبوا أحداً بجهلكم ثم تندمون.
لم أجد أحداً في الوسط الرياضي يتحدث من خلال معلومة مثبتة، بل كل من ارتفع صوته وادعى المظلومية، وهاجم الآخرين واتهمهم بأشد أنواع التهم، كان لا يستند على شيء ودون أن يملك معلومة حقيقية، بل الغالبية (طاروا بالعجة) و مع الخيل ياشقراء. وهذه إحدى إشكاليات الوسط الرياضي الذي تشترك فيه إدارات الأندية والإعلام والجماهير، وهو الاستعداد للمشاركة في حفلات الردح وإثارة الرأي العام، ومهاجمة الآخرين والإساءة لهم انطلاقاً من معلومة غير حقيقية أو شائعة، أو حتى معلومة حقيقية ولكن تم توظيفها توظيفاً سيء المقصد.! وأعتقد أن تساهل وزارة الرياضة واتحاد الكرة تجاه المنتقدين الذين تجاوزوا كل آداب النقد إلى قذف الاتهامات، هو السبب وراء هذا الانفلات الذي نراه. ولو أن كل إنسان أو إداري أو نادٍ حوسب بشدة على ما يقوله وما يرميه جزافاً من تهم لتوقف الجميع عند حدهم. ولم يتحدث إلا من يملك معلومة ودليلاً. ولما استطاع كائن من كان أن يجيش الإعلام والجمهور ووسائل التواصل الاجتماعي في اتجاه معين بناءً على شائعات!
يجب أن يسود القانون، وأن تقوم وزارة الرياضة واتحاد الكرة بدورهم في إعادة الانضباط للشارع الرياضي. ووقف الهرج والمرج الذي يستطيع أن يشعله أي شخص «تافه» من خلال هاشتاق!!
زوايا..
** البعض لا يستطيع أن يعيش في الأجواء النقية، فلا يشعر بوجوده إلا من خلال بيئة المؤمرات، والضجيج والصخب، وإدعاء المظلومية.
** سمعة بعض الأندية في الداخل بأكل حقوق اللاعبين وانتهاكات عقودهم وصلت للخارج، وأصبحت الهيئات الدولية تحذر من التعاقدات مع أنديتنا. كل ذلك نتيجة للدلال والمرونة والسماح بتخطي الأنظمة.!
** لا ينقصنا الأنظمة ولكن ينقصنا التطبيق الحازم لها. فهناك من استمرأ التجاوز والخروج عن النظام. ويجب أن يردع بالقوة ويخضع مثل الآخرين للأنظمة واللوائح.
** أرشيف البرامج التلفزيونية الرياضية مليء بالمقابلات مع اللاعبين السابقين الذين اشتكوا من أكل حقوقهم، وضياعها دون أن يجدوا من ينصفهم! ومن يرجع لتلك المقابلات يعرف تماماً من المتجاوز، ومن منتهك العقود، ومن الذي أساء لسمعة الرياضة السعودية في الخارج.
** إذا كانت تلك سمعة رياضتنا في الخارج وأنديتنا بسبعة لاعبين أجانب، فكيف سيكون الوضع بعد زيادتها إلى ثمانية الموسم القادم!؟