فهد المطيويع
أتت أغلب إجابات من سأل عن دوري هذا الموسم بأنه دوري صعب وطويل ومرهق للاعبين والمدربين نظرًا لكثرة التأجيل وتداخل الجولات وفي نفس الوقت يقولون عنه إنه دوري قوي ومثير، وهذه إجابات منطقية عطفًا على ما شاهدناه هذا الموسم على أرض الواقع بغض النظر عن كل ماذكر من ظروف فيكفي أن تعرف أن الدوري لم يحسم إلا في الجولة الأخيرة.
موسم حافل فيه تأهل المنتخب الوطني السعودي لكأس العالم للمرة السادسة وفاز فيه الهلال بالدوري للمرة الثالثة على التوالي بعد صراع مع المنافسات والمنافسين خاضها الهلال على أكثر من جبهة فبعد أن حضر من الآسيوية حضرت معه الإثارة والمتعة والتشويق وارتفع مستوى التنافس خاصة مع العميد بعد أن عاد بعد طول غياب. بالنسبة للدوري فإن المؤشرات تقول إن الأمور تسير من حسن إلى أحسن فنيًّا داخل الملعب وأتوقع استمرار الإثارة والحماس في المواسم القادمة والدليل ماجاء في تقرير رابطة الدوري السعودي والذي يبين عدد دقائق اللعب الفعلي في المباريات حيث تراوحت بين 51 و62 دقيقة أو أكثر في بعض المباريات, وهذه الأرقام قريبة جدًا لدقائق اللعب في الدوريات الأوروبية، طبعًا هذا كله يعود بعد توفيق الله للدعم المالي وقرار رفع عدد اللاعبين الأجانب فهذا القرار أسهم بشكل كبير في رفع المستوى الفني للمباريات بعد انضمام الكثير من الأسماء الجيدة والتي تملك الإمكانات والسمعة الدولية بالإضافة لعدد جيد من الأسماء المعروفه عالميًّا ونتوقع المزيد من الأسماء في المواسم القادمة بعد أن أصبح الدوري جاذبًا فنيًّا (وماليًّا ) للاعبين الأجانب والمدربين ( والسماسرة) أيضًا، من المؤكد أن الجماهير الرياضية سعيدة بهذا التطور وسعيدة أيضًا أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح ولكن عندما نقارن كل مايقدم للرياضة من دعم لا محدود ليصل دورينا لهذا المستوى مع مانشاهده من أداء ضعيف لأكثر اللجان بالإضافة للنقل التلفزيوني الذي لا يواكب مانحن فيه من تطور وأيضًا مايطرح في البرامج الرياضية من تسطيح للقضايا وثرثرة لا هدف لها إلا تأليب الجماهير فإننا في الواقع نرى الشيء ونقيضه.
هنا عمل احترافي ودوري ( مثير ) يحسدنا عليه الكثيرون, في المقابل نقل تلفزيوني سيىء على مستوى الصورة واستديوهات التحليل والمعلقين وبرامج رياضية سطحية أكثر من فيها مشجعو أندية ولجان عرجاء تقوم وتسقط مع كل مواجهة مع الإعلام وهدر مالي عجيب يصاحبه شكاوى دولية كان آخرها تحذير الفيفا مؤخراً اللاعبين المحترفين بعدم الانتقال للدوري السعودي لسبب عدم الوفاء بمستحقات اللاعبين والمدربين، بصراحة ندوب تشوه جمال وجه هذا الدوري الذي أصبح حديث المنطقة فنيًا.
السؤال إلى متى التراخي في معالجة هذه الأمور؟ وكيف تترك هذه المكتسبات في أيدي هواة يعبثون بها بجهل وسوء تدبير؟ والسؤال الأهم من يعيد الأمور إلى نصابها في منصات التواصل؟
شخصيًّا أقترح وجود فريق يختص بمراقبة الجودة ( quality control) يشكل من قبل وزارة الرياضة لمعالجة القصور في أي منظومة تخص الدوري أو لجان الاتحاد لتجنب خروج المواضيع عن السيطرة وحفاظًا على سمعة الرياضة السعودية وحفظًا للجهد والمال، مازلت أقول مشكلتنا الإدارية تتمثل في سوء الاختيار والمجاملات على حساب القدرة والكفاءة وأيضًا أكرر ماقلته سابقًا إن ترك الحبل على الغارب إعلاميًّا أسهم في نشر الفوضى في وسطنا الرياضي وأتوقع الأسوأ إذا استمر الحال على هو عليه.