الحديث عن محبة رسول الله في قلوبنا دائمًا ما يُصاحبه تصارع في نبضات القلب ورهبة كبيرة ممزوجة بشوق إليه وحب له، يحتل ثنايا وأعماق القلب، ولماذا لا يكون، ونحن نتحدث عن أشرف الخلق وخاتم النبيين والمرسلين ذي الخلق العظيم.
إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة لله عزّ وجل، فلا يكتمل إيمان العبد إلا بحبه لله ورسوله بدلالة اقتران محبة الله مع محبة رسوله في كثير من الآيات والأحاديث، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أركان العقيدة الأساسية، إنها محبة إيمانية، تتمثل في اتباع سنته وطريق دعوته، فحري بالمسلمين أن يرتفعوا إلى هذه المنزلة الإيمانية ليأخذ الله عز وجل بأيديهم وليكتب لهم النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
لا توجد حلاوة الإيمان إلا بتكميل هذه المحبة، ولا يجد المسلم حلاوة الإيمان إلا بمحبة رسوله المصطفى، ولا يستشعر له طعماً ولا مذاقاً، ولا يحس به وجوداً مطلقاً، وذلك لأنه فقد حلاوة هذا الإيمان وطلاوته، وهو حب الرسول صلى الله عليه وسلم.
إن التعبير عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يمتلك مكانة كبيرة في قلب كل مؤمن تفوق حب الآباء والأمهات والأبناء، فرسول الله صلوات ربي وسلامه عليه هو الرحمة المهداة والمصباح المضيء الذي قد ساعد في رفع الغمة عن الأمة وأرشدها إلى الحق وعبادة الخالق عز وجل، فحبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جزء لا يتجزأ من الإيمان.
إن محبة رسول الله تُشير إلى أن يهفو قلب المسلم إليها هفوًا ويميل إليها ميلًا، ومن ثَم؛ يتحقق مبدأ الإيثار، فيكون حب رسول الله في قلبه متفوقًا على كل ما هو سواه، بل إن حب النبي الحقيقي يفوق حب الإنسان لنفسه أيضًا، وهذا بالطبع سوف يدفعه دفعًا الى الامتثال لأوامر الله ورسوله سواء في القول أو الفعل أو النية، ومن هنا يتضح لنا أن محبة النبي الكريم إنما هي من أرفع الأعمال وتدل على كمال وتحقق الإيمان، بل إنها في حقيقة الأمر واجبة على كل مسلم.
إن حبّنا للنبي الأكرم يدفعنا للسير على نهجه والاقتداء بسيرته العطرة وفي النهج والسيرة لا نرى إلا الحب والتسامح والمحبة، ألم يبعث رحمة للعالمين وليتمم مكارم الأخلاق..؟.