سليمان وهيب - الجزيرة:
طيلة السنوات العشر الماضية، ظل حلم الوصول بوالديها إلى الديار المقدسة يسيطر على مشاعر الممثلة الماليزية «يانا شمس الدين»، فهي لم تكف عن التفكير والسعي أملاً في بلوغ غايتها لنيل رضا الله عز وجل أولاً ثم رضا والديها باستكمال الركن الخامس من أركان الإسلام.
ظلت عيناها معلقتين بالكعبة المشرفة وهي تتحدث عن أشواق أسرتها، ودموع الفرح تسبق كلماتها، بدأت تتحدث عن تفاصيل رحلة العمر، وكيف استطاعت بعد عمل ومثابرة من تحقيق ذلكم الحلم الذي طالما راودها كثيراً.
وقفت «شمس الدين» وهي تحتضن والدتها من جهة ووالدها بالجهة الأخرى، بينما يتملك الأم والأب والبنت مشاعر عجزوا عن وصفها.. أخيراً قد أكملوا الوقوف بعرفة، وعاشوا التصعيد إلى منى المدينة البيضاء، التي يختلط فيها بياض «الحرام» بابتسامات ضيوف الرحمن التي ترتسم على المحيا وهي تلهج بالشكر لله عز وجل أن بلغهم جميعاً أداء هذه الفريضة.
هنا تقول شمس الدين: «كنت متحمسة جداً طوال السنوات العشر الماضية، ولم تلن عزيمتي أبداً، ومع صبيحة كل يوم يتجدد العزم».. صمتت لبرهة وهي تحتضن والدتها بينما اغرورقت عينا الأم بالدموع بعدها رددت عباراتها «شعرت بسعادة كبيرة وروحانية عالية بعد أن وجدت نفسي في مشعر منى، لم أصدق أني قد وصلت إلى هذا المكان أخيراً لتأدية الركن الخامس، عندما وصلت إلى هنا وجدت جميع الخدمات متاحة ومريحة، الكل يتسابق لخدمتنا كسباً للأجر.. قدم أهل هذه البلاد الطاهرة أمثلة يندر أن تجدها في العالم، وشهدنا نموذجاً من التفاني النادر رغم الحشود العظمية والمكان والوقت المحدود».
وأضافت: «أشعر لوعدت إلى بلدي بأني سأفتقد هذا المكان كثيراً، وسوف أشتاق للعودة إليه مرات ومرات متى ما سنحت لي الفرصة.. من هذه الأرض المباركة أبعث رسالة إلى جميع المعارف والأصدقاء والأمة الإسلامية جمعاء بأنه في حال رغبتم القيام بأي عمل ديني أو عبادة معينة تقرباً إلى الله لا تترددوا، وبالذات أداء فريضة الحج، دعائي إلى كل الحجاج بالحج المبرور وأن يكتب لهم المثوبة والقبول».