إيمان حمود الشمري
ما زالت تدهشنا التكنولوجيا كل يوم بجديد، إذ فرضت على البشرية أسلوب حياة حديث لم نعتد عليه، يبدأ منذ بداية يومنا لنتعامل معه بمختلف الأعمار كأمر حتمي يومي يجب أن نتعاطى معه كي لا نكون في معزل عن العالم.
لا يمكن نبذ التكنولوجيا باعتبار أنها معقدة أو أنها غزو لخصوصياتنا، لأنها رغم كل عيوبها إلا أن محاسنها تقف في الجانب الآخر وجهاً لوجه تثبت لنا كيف أصبحت الحياة أسهل، فمِن مكتوب كان يأخذ في أروقة البريد أكثر من شهرين كي يصل لدولة أخرى، إلى البريد الإلكتروني الذي يرسل للعالم بأكمله خلال دقائق.
معاملاتنا الحكومية صارت أسهل، سداد الفواتير يتم بضغطة زر، والتواصل مع أهم الشخصيات دون وسائط من خلال مواقع التواصل، وشملت التكنولوجيا حتى جوانبنا الدينية، فتطورت منصات التبرع، وأصبحت قراءة القرآن متاحة لنا في أي وقت حتى في صالات انتظار المستشفيات والمطارات، وأعفتنا من مشقة التنبؤ باتجاه القبلة! وكان من أهم التسهيلات التي قدمتها لإنقاذ البشرية هو خدمة تحديد الموقع (اللوكيشن).
وكنوع من التعايش والتعاطي مع التكنولوجيا بات حتماً علينا أن نكون على بعض الدراية بمفرداتها، إذ عمدت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بالتعاون مع مجمع الملك سلمان للغة العربية على إعداد معجم يجمع أهم المصطلحات التقنية المتعلقة بالبيانات والذكاء الاصطناعي. والتي تعد خطوة جبارة مرت بعدة مراحل من جمع الاصطلحات وتعريفها وترجمتها ومراجعتها تقنياً ولغوياً ليشمل ما يقارب 102 كلمة مترجمة دارجة الاستخدام، وما زال يعمل على جمع المزيد من المصطلحات وترجمتها وفتح باب الاقتراحات بذلك من المختصين كي يشمل المعجم أكبر عدد من الكلمات التي تتعلق بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وتبقى بعض المفردات لا يمكن تعريبها حرفياً بحكم أنها لا تعبر عن لغتنا ولكن تم تعريبها لتقريب المعنى وللاختصار أيضاً، كي لا تبدو كلمة (أتمتة) غريبة على الأذن والتي تعني العمل الذي يتطلب قدراً ضئيلاً من التدخل البشري.
والجدير بالذكر أن المصادر الأجنبية أيضاً ما زالت تفتقر إلى معايير عالمية متفق عليها في تعريف مصطلحات البيانات والذكاء الاصطناعي لأنه علم جديد على البشرية. لذا يعتبر معجم البيانات والذكاء الاصطناعي الذي أعده مجموعة من الخبراء والمختصين كحبل الإنقاذ والتواصل في آن واحد مع العالم الحديث، ليتم تعميمه على الأجهزة الحكومية للاستفادة منها، ولتسهيل الوصول إلى المعلومات التي يحتاج إليها الباحثون والممارسون والإعلاميون.
فكل الشكر للدكتور/ عبدالله بن شرف الغامدي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي والدكتور/ عبدالله بن صالح الوشمي الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية وفريق عملهما على هذا الإنجاز المهم لعام 2022 والذي يعد مرجعاً عالمياً وعربياً.