رجاء العتيبي
ظهرت مسرحية (الظالم نفسه) لعبد الله سراج رحمه الله، - أحد أبناء الطائف - كأول مسرحية سعودية عام التوحيد 1932م في الحياة الجديدة التي تطلع إليها الملك عبد العزيز بعد معركة السبلة بسنوات، ويكتسب ظهورها بالتزامن مع سنة التوحيد، معنىً جديدًا للدولة باعتباره مكانًا مستقرًا له حدوده بإزاء حدود أخرى لدول مجاورة، وبين المدنيّة باعتبارها رمزًا للمؤسسات، والحضارة، والعلم، والإنتاج.
وسراج الذي تنقل في عواصم الثقافة العربية: لبنان، القاهرة، عمّان، أكسبه وعيًا ثقافيًا نتج عنه هذه المسرحية، ومسرحيات أخرى، يقول في تسجيل صوتي معه، وثقه الباحث ناصر الخطيب - رحمه الله - في كتابه؛ مدخل إلى دراسة المسرح في المملكة العربية السعودية، يقول سراج: «لقد كتبتُ المسرح الشعري في فترة مبكرة من عمري؛ لأنني أعيش وسط بيئات ثقافية شديدة الخصوبة والثراء، فقد أتيح لي أن أدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت... وأتيح لي أن أعيش في مصر فترات طويلة... وفي هذه الفترة شجعني الأدباء: أحمد علام ومحمود تيمور على كتابة المسرحية». وما بين البيئات الثقافية/ المدنية التي عاشها سراج في العواصم العربية، وبين البيئة الثقافية/ المدنية السعودية البكر، تجاور دلالي يعطي لسراج مساحة مستمرة للكتابة المسرحية، فيكتب مسرحيات شعرية أخرى، مثل: «غرام ولادة 1952م، والشوق إليك 1974م.
مُثِلثْ مسرحية (الظالم نفسه) على خشبة المسرح في عمّان في الأردن، بينما فُقِد النصُ ولا أثر له حتى اليوم، وأشار إلى ذلك عبدالمقصود خوجة في الأعمال الكاملة لحسين سراج مؤكداً فقدانها، ومهما يكن من خبر فقدان المسرحية هذا، إلا أن المسرحية يمكن العثور عليها في عمّان، فالأمر يحتاج إلى إعادة التواصل مع المؤسسات الثقافية والمسرحية هناك، فلعلها تكون موجودة، ولا نقف عند هذا الخبر، ونقر بفقدانها، لأنها تمثل قيمة تاريخية، تستحق عناء البحث مرة أخرى والسؤال عنها في كل مكان، طالما ثمة أمل في العثور عليها، وهي التي عُرضت في محافل رسمية هناك، ما يجعل العثور عليها أمرًا متوقعًا.