ولد الإنسان عبداً للروحانية بتغلب فطرته أو للمادة بتغلب غريزته. لذا هي الحرية المقيدة بالعبودية المقيدة في حق ثابت للبشرية.
فقد ولد الإنسان حرًّا مخيراً وعبداً مسيراً، كذا الأقدار وماهية الكون. فالحقيقة المتحققة رغم المكابرة، ورغم ردات الفعل المكبوتة.
إننا لا نستطيع مهما فعلنا أن نخرج من العبودية المقيدة للحرية المطلقة، وإلا لما وجد دين يهذب أو قانون يردع أو أخلاق تمنع وهذا معلوم لا يخفى، والحق أن طلب تمرير الانتهاكات الإنسانية والأخلاقية لذات الحرية، ظلم كارثي للبشرية وأنانية نخبوية الاستعلاء، وتبرير إشباع لذات مستنكرة، يدفعنا تأنيب ضمير، لذلك نسكته رغم أنه لا يسكت لا بتبرير أو نسيان أو حتى سكر، لذا طلب الحرية هو في الغالب طلب الهروب والتهرب ليس إلا رغم المطالبة السامية له أهناك بديل أسهل للحرية، ربما إذا لم نحصر أنفسنا في خيارين، إما الحرية أو العبودية وغاب مسبب إشباع الغرور عن المطالب بالحرية، وأعاد النظر وحينئذ سيتجلى له أن حريته ليست منقوصة، بل متوافرة، وذات وفرة، لذا في تصوري أن الاحترام إذا حضر وتحقق سيقل المطالبون بالحرية، وأخص أن الحرية والاحترام تؤديان للمطالبين بالحرية نفس المنافع، وإذا أعيد النظر في خطاب طالبي الحرية لوجد المطالبة بالاحترام هو الحاضر كالمطالبة باحترام الرأي، واحترام المساحات، واحترام حق الاختيار، ربما يكون عندنا في الحقيقة أزمة ليست في الحرية، لكن في الاحترام والحق أن لا حرية دون احترام، ولا احترام دون حرية، لكن الأسهل أن نبدأ بالاحترام، وستأتي الحرية طوعاً أو كرها، أرجو أن تتأملها، ونعود فنقول (لنا الله وإنا لله).
** **
- نواف الغويري
تويتر: @nawaf_7575
Nawaf878a@gmail.com