وَأَلقَت عَصاها واستقرت بِها النَوى
كَما قَرَّ عَيناً بالإِيابِ المُسافِرُ
صدر مؤخراً كتاب توثيقي يحكي سيرة الراحلة د. نورة بنت عبدالله النعيم، فقيدة قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بعنوان: «الدكتورة نورة النعيم رمز الأخلاق والإحسان والعلم والعمل».
ولأن الحزن والرثاء والتأبين من المشاعر الثقيلة على نفوس الأقارب والمحبين والأوفياء فعندما يُرْزَءُونْ بفقد عزيز فحالهم كما قال المتنبي: الحُزنُ يُقلِقُ وَالتَجَمُّلُ يَردَعُ وَالدَمعُ... بَينَهُما عَصِيٌّ طَيِّعُ.
وهذا الكتاب الذي أصدرته جمعية التاريخ والآثار ضم العديد من المقالات التي سطرها أقرباء وقريبات وزملاء الفقيدة يتقدمهم والدها عبدالله العلي النعيم وأ. د. أحمد الزيلعي، وعدد من طلاب الراحلة.
وقد اشتمل الكتاب على مقدمة وستين مقالاً عن الفقيدة، وخاتمة عبارة عن سيرتها الذاتية بشكل منسق وجميل.
بدأ الكتاب بمقدمة لسعادة أ. د. أحمد بن عمر الزيلعي عضو مجلس الشورى سابقاً، وأمين عام جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون، والأستاذ بقسم التاريخ والآثار بجامعة الملك سعود سابقاً، قال فيها: «لم يكن يخطر على بالي أننا سنتلقّى تلك الاستجابة السريعة من كثيرين ممن كتبنا إليهم؛ ذلك لأن التجارب علّمتنا أن أي محاولة كهذه كثيراً ما يجانبها النجاح إلا في حالة الدكتورة نورة النعيم - رحمها الله - إذ ما كدنا نوجّه الدعوة إلى المستهدفين بالكتابة حتى انهالت علينا المقالات المعبّرة عن مشاعر جيّاشة، وعن صادق محبة واحترام وتقدير للمرحومة بإذن الله تعالى، فضلاً عن أنها شهادات ناطقة لها تشيد بمقدرتها العلمية والبحثية، وحبها للعمل، وإخلاصها فيه، واهتماماتها بواجباتها التدريسية ودقَّتها في الإشراف على تلميذاتها...».
كما تقدم سعادة الأستاذ الدكتور أحمد: «بالشكر الجزيل، والثناء الجميل على كل من شارك بالكتابة في هذا الكتاب الذي أعد خصّيصًا في تأبين امرأة فاضلة عزيزة علينا جميعًا». كما شكر سعادة الأستاذة الدكتورة إلهام البابطين قائلاً: «أشكر الأستاذة الدكتورة إلهام بنت أحمد البابطين زميلة الدكتورة نورة في الدراسة والعمل ورفيقتها في السفر والحضر، وصديقتها المقربة إلى قلبها على تكفّلها بطباعة هذا الكتاب على نفقتها الخاصة أسال الله سبحانه وتعالى أن يخلف عليها وأن يتقبّل تبرّعها ويثيبها عليه، وأن يجمعها مع صديقة عمرها الدكتورة نورة في عليين عند مليك مقتدر وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين».
واستهلت المقالات التأبينية عن الراحلة بما كتبه والد الفقيدة عبد الله العلي النعيم، ثم توالت المقالات من عدد من الأساتذة، وطالبات الدراسات العليا، وأقاربها ومعارفها، وأجمع الجميع على تحلي الفقيدة بجميل الصفات الإنسانية، وحلو الشمائل، ومكارم الأخلاق، ونقاء السر والسريرة، وصفاء النية، وطيبة القلب، وحبها الخير للجميع.
ختاماً: لقد عرفت الفقيدة عن قرب منذ التحاقي بالقسم في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، وتتلمذت على يديها، فكانت صاحبة الابتسامة العذبة، والوجه البشوش دائماً، وفي كل مرة أقابلها تستقبلني بابتسامتها المعهودة، وسلامها الحار.
رحم الله الدكتورة نورة وغفر لها وجعل ما قدمته في ميزان حسناتها فقد أجمعت القلوب على محبتها والناس شهود الله في الأرض، والشكر والتقدير لكل من: أ. د. أحمد الزيلعي وأ. د. إلهام البابطين على هذه اللفتة الوفية للراحلة -رحمها الله- وطباعة هذا الكتاب وفاءً وعرفاناً للمرحومة بإذن الله، وتحويل ريع هذا الكتاب كزكاة علم، لصالح جائزة عبد الله العلي النعيم لخدمة تاريخ الجزيرة العربية وآثارها. جعل الله ذلك في ميزان أعمالهما، وأجزل لهما المثوبة.
** **
- نوال بنت إبراهيم القحطاني