د.نايف الحمد
انتهى موسم كروي طويل وشاق بحصول الهلال على الحصة الأكبر من كعكة البطولات، شاركه فيها البرتقالي الجميل فريق الفيحاء بحصوله على بطولة كأس الملك مقابل تحقيق الزعيم للدوري والسوبر وقبلهما دوري الأبطال.
موسم رائع لكبير آسيا كان فيه هو فرس الرهان رغم البداية المتعثرة مع مدربه البرتغالي جارديم قبل أن يعود الموج الأزرق لعنفوانه بقيادة دياز ويقدم المتعة والإبهار وينهي الموسم بطريقة دراماتيكية مثيرة.
في فترة توقف النشاط الرياضي يبدو أن بعض وسائل الإعلام (الفقيرة مهنياً) استغلت هذا الركود بهدف صنع إثارة مبتذلة من خلال تقديم إحصاءات (مضروبة) للبطولات كعادتها في التلبيس على المتابعين في محاولات متكررة لتلميع أندية وتضييق الهوة بينها وبين زعيم القارة بطريقة تفتقر للمصداقية ودون احترام لمتابعيهم، رغم قناعتي التامة أن غالبية الجماهير أكثر وعياً من أولئك الذين ما زالوا يمارسون التضليل مع الغياب التام للمحاسبة، ولا يبدو أنهم معنيون بما سيقال أو يكتب عنهم، حتى أصبحت ساحتنا الإعلامية الرياضية موضع تندّر من القاصي والداني نتيجة لهذا العبث!
في تقديري أن الأمور واضحة، ولو عدنا لتصريحات مسؤولي تلك الأندية قبل بضعة سنوات لاكتشفنا أن هذه الزوبعة التي أحدثها البعض لا تساوي الحبر الذي كُتبت به، إذ لم يكن هناك أي اختلاف في مسألة توثيق البطولات وخاصة بطولة الدوري.. وللأمانة سأستثني ما كان يطالب به الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- من اعتبار الدوري التصنيفي هو الدوري الممتاز الأول الذي أقيم قبل بداية الدوري الممتاز عام 1976م.
الجميع يتساءل باستغراب؛ من الذي يعرقل توثيق البطولات!! خاصة أن الكثير من المسؤولين ومنهم رئيس اتحاد الكرة قد صرحوا بقرب إصدار هذا التوثيق؛ رغم قناعتي أن نتائج لجنة توثيق البطولات ما زالت هي المعتمدة، ذلك أن إلغاء نتائجها قد تزامن مع نص صريح يحدد ضوابط إعادة التوثيق وآلياته، وهذا ما لم يحدث؛ وبالتالي فإن النتائج ستبقى حتى تُكمل الجهات المعنية ما نص عليه قرار الإلغاء، مع الأخذ بالاعتبار أن نتائج اللجنة قد اعتمدت من رئيس سابق للهيئة وأن إلغاءها لا يتم إلّا وفق تحقيق وآليات ومن ثم إصدار نتائج مُسبّبَة لذلك الإلغاء.
نقطة آخر السطر
في الحقيقة أن الدولة برعاية حكيمة ورؤية سديدة قطعت أشواطاً طويلة في مختلف المجالات، ولا أرى أن من المنطق أن يبقى تاريخ الرياضة وتوثيق بطولات الكرة السعودية بأيدي العابثين الذين اساءوا لهذا التاريخ وشوهوه، خاصة والرياضة السعودية تحقق المزيد من النجاحات وعلى كافة الأصعدة.
إن تأخير هذا العمل لن يغير من الحقائق شيئا؛ وسيبقى التاريخ محفوظاً؛ لكنه سيُطيل من حالة الاحتقان والفوضى، وسيظهرنا أمام العالم بجلباب لا يشبهنا؛ وهذا ما لا نتمناه.