لا تزال وكالات السيارات وبالرغم من صدور قرارات التوطين فيها منذ عدة سنوات ماتزال تعج بغير السعوديين, وهنا لا أتحدث عن وظائف البيع, وإنما كل الوظائف الإدارية والفنية في قطاع السيارات والشاحنات سواء في الوكالات أو شركات السيارات الكبرى والتي توفر وظائف نوعية للشباب في مختلف مناطق المملكة.
إن مانراه من تأخر وطول مواعيد صيانة السيارات وانخفاض جودة خدمات السيارات وخاصة مابعد البيع على الرغم من الطلب العالي عليها, يعود في أساسها إلى عدم استقطاب موظفين سعوديين أكفاء ومازاد المشكلة تعقيداً تعرض العديد من الفنيين السعوديين في صيانة السيارات للاستغناء عنهم لأسباب مختلفة في بعض وكالات السيارات وتحديداً أثناء أزمة الجائحة أو بعدها بقليل، بينما هناك عدد أكبر تخرجوا خلال السنوات القليلة الماضية من الكليات التقنية والمعاهد المتخصصة بالسيارات ومازالوا يبحثون عن وظائف في تخصصاتهم وبالرغم من النمو الكبير في قطاع وكالات السيارات وكبار شركات السيارات التي توسعت في افتتاح فروع جديدة ترافقها ورش للصيانة في مناطق مختلفة بالمملكة والمحافظات إلا أن ذلك لم يتوافق مع توفير المزيد من الوظائف للمواطنين بل ومازالت خدماتهم متواضعة مع الأسف.
فعند زيارتي لإحدى أكبر وكالات السيارات ساءني جداً عندما وجدت أغلبية أجنبية في الاستقبال والصيانة وحتى قطع الغيار بفرع رئيسي بإحدى أكبر المدن بالمملكة وبالرغم من صدور قرار بتوطين قطاع السيارات إلا أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحاجة لإعادة مراجعة القرار وضرورة تضمين كافة أنشطة هذا القطاع المهم والحساس والذي سيساهم بعد توطينه برفع جودة الخدمات وزيادة نضوج هذا القطاع والأهم هو توفير وظائف لائقة لشبابنا السعوديين.