عبده الأسمري
تنفس «الأمل» واستأنس بالتفاؤل.. وهزم «اليأس» وقهر «المرض» وكتب جملته «الاسمية» من مبتدأ «العزيمة» وخبر «الإصرار» فكان فعله «الماضي» مبنياً على «المتون» ليكون «الفاعل» المرفوع بالهمة و»الناجح» المشفوع بالمهمة..
واجه هجمات «التصلب» بجلادة «الذات» وإجادة «الصبر» وتحمل ضمور «العضلات» بأجور «المصابرة» التي حولها إلى «أصول» المثابرة التي أقام عليها «صروحاً» فريدة من «النبل» و»الفضل»..
كتب سيرته بمداد «اليقين» رغماً عن «الأنين» الذي كان سراً لنجاحه وجهراً لكفاحه ليكون «الصامد» أمام مصائر» البلاء» و»الشاهد» على بصائر «العطاء»..
إنه رجل الأعمال الراحل والملقب بستيفن هوكينج العرب سلطان العذل رحمه الله، أحد أبرز التجار العصاميين ورواد الأعمال القاهرين للصعوبات على مستوى العالم..
بوجه تملؤه «السكينة» وجسد تغشته ويلات «المرض» وعينان شاخصتان تنطقان بالحنكة وتنبعان بالحكمة رغماً عن ضمور «الجسد» الذي أنهكه «مرض» التصلب العضلي الجانبي وأقعده عن الحركة وبات يعيش «الحياة» بروح «الصابر» وطموح «المثابر» وجهاز «لوحي» لا يفارقه وابتسامة رضا طغت على «مصاعب» الابتلاء واستدامة صبر قضت على «متاعب» الوجع قضى العذل من عمره أعواماً موظفاً «دراسته» في تحقيق أمنياته ومسخراً «مهارته» في توظيف أجنداته واستمر 23 عاماً وهو يؤسس «إمبراطوريته» التجارية «الخاصة» متجاوزاً «أسوار» الظروف ومتخطياً «عقبات» الأوجاع ليكون «أنموذجاً» ناجحاً للتجارة ووجهاً بارزاً للجدارة.
في الرياض ولد عام 1961 في نهار شتوي وسط أسرة فاضلة بين والد كريم سليل «علم» وأصيل «عمل» وأم حانية ابنة وسليلة «فضلاء» وازدانت مجالس «عشيرته» بأهازيج «المحفل» وأريج «القدوم».
وتفتحت عيناه على «مواطن» الجود في مجلس والده وعلى «منابع» الحنان في حضن أمه وتلقى أصول «التوجيه» وفصول «الوجاهة» في نصائح أبوية «فاخرة» وتعتقت روحه صغيراً برياحين «الفرح» وتشربت نفسه نفائس «السرور» مجللاً برعاية «أسرية» حافلة بالحرص ومكللاً بعناية «عائلية» زاخرة بالنصح.. وركض مع أقرانه بين ميادين «العاصمة» متنفساً هبوب «نجد» ومستنشقاً نسيم «العارض» وظل يلقي على أسماع والديه كل مساء «محافل» الأمنيات وظل يكتب في «كراسته» الخاصة أحلام الصغر وآمال الطفولة التي نسجها بعفوية «العمر» ووثقها بهوية «الأمل»..
اشتهر بين أقاربه في صغره بنباهة مبكرة ونباغة باكرة كانت حديث «قومه» الذين أجمعوا أنه «مشروع» وطني بامتياز نظير تفوقه وبلاغته وبداهته التي سبقت «عمره» ثم انتظم في دراسته وتلقى تعليمه في معهد العاصمة وأنهى المرحلة الثانوية بتفوق والتحق بجامعة بورتلاند بولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، ونال درجة البكالوريوس في تخصص الهندسة الكهربائية وكان بحث التخرج عن المفاعلات الذرية، وحصل على تقدير امتياز وكان منبع «اعجاب» أساتذته نظير «تميزه» الدراسي وامتيازه» التحصيلي وظل العذل يسابق «بعد نظر» عميق استمر يلاحقه حتى حصل لاحقاً على شهادة في «تنظيم الوقت».. في مركز كوفي لتنمية المهارات القيادية، ثم نال شهادة في «المتغيّرات والمبادئ المحورية القيادية في القرن الحادي والعشرين»، في مركز فرانكلين كوفي.
انتظم الراحل سلطان العذل في حياته العملية بعد عودته من أمريكا حيث أسس شركته الأولى بمسمى شركة القسي العالمية للمقاولات، وأنشأ شركة سمسا للنقل السريع، في العام 1994، واتسعت الشركة لتصبح من أكثر الشركات انتشاراً في المملكة عبر أسطول ناقلات من مختلف الأحجام يفوق عددها 1000 سيارة تجوب مناطق المملكة، وشملت خدماتها أكثر من 200 مدينة وقرية تقدم خدمات الشحن ثم عمل في نشاط الأغذية عام 1996 حيث أسس شركة شهية وتولت إدارة وتشغيل محلات «دانكن دوناتس» في السعودية مبتدئة بالرياض ثم توسعت في باقي مدن المملكة، حيث تعاقد مع الشركة الأم وحصل على الامتياز الحصري والتوكيل للاسم العالمي.
وأسس العذل خدمات الأمن والسلامة المحدودة «أمنكو»، كما أنه عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للتصدير، وعضو مجلس إدارة شركة «الرملة» للخدمات الطبية المحدودة «ومركز العليا الطبي»، وشركة منصور جنرال داينامك.
في 1997 أصيب العذل بمرض «التصلب اللويحي العضلي الجانبي» ونتج عنه شلل لجميع أطراف جسده، ولم يتبق له سوى حاستي السمع والبصر والإحساس، وأصبح يتنفس عن طريق جهاز صناعي، ويتغذى عن طريق أنبوب خارجي متصل بمعدته وقهر تداعيات «المرض» وعانق «التحدي» لمواصلة مسيرة النجاح، وأصبح يتابع عمله وموظفيه بحركة العين فقط وبات يدير أكثر من ألف موظف وموظفة في عدة شركات.. وكان مثالاً فريداً في توطين الوظائف لشباب وفتيات البلد..
خلال سنوات الإصابة بالمرض، قام العذل بتأسيس شركة «مأكل» العالمية المحدودة في 2009، وهي شركة متخصّصة في مجال التغذية، ولأنه مسكون بالإبداع والتوثيق والطموح قام بتأليف كتاب عن تاريخ أسرته يُعرف القارئ بجده صَالِح «باشا» بن مُحْسِن بن عذل وأقربائه وتفاصيل حياته والبيئة التي عاش فيها، وبدور أسرة العَذْل في المجتمع السعودي. وقد أصدره في نسخة باللغة الإنجليزية عام 2005 ونسخة بالعربية عام 2007 وأتمه وهو في مرضه مستنداً على عشرات المراجع ومن أفراد العائلة.
غرس في أبنائه الصدق والأمانة والإخلاص ليكونوا «نجوماً «لامعة في «سماء» الاعتزاز في ظل «وقفات» خالدة و»مواقف» ماجدة من زوجته العظيمة نورة العساف التي كانت له منبع «الدعم» و»نبع» العون بعد إيمان عميق بالقضاء والقدر وثبات متعمق بالوقع والواقع..
انتقل سلطان العذل إلى رحمة الله في يوم السبت 18 شعبان 1441هـ الموافق 11 إبريل 2020م بعد معاناة طويلة وكبيرة مع المرض تاركاً للأجيال مسيرة من «الإضاءات» التي أنارت مسارب» المحن» وسيرة من «الإمضاءات» التي ملأت مشارب «المنح».
سلطان العذل رحمه الله «التاجر» العصامي.. «الأنموذج» الخالد في «قوائم» الفخر و»المثال» الماجد في «مقامات» الشرف..