إيمان الدبيّان
يومان ماضيان زاخران بالأحداث المهمة التي يتداولها العالم كافة، ترقبها الأنظار، وتنقلها الأخبار من زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية بداية، واختتام اجتماع قمة الأمن والتنمية في جدة نهاية.
أول الأحداث لقاء الرئيس الأمريكي بخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في قصر السلام، وتبعها الاجتماع الثنائي بين الرئيس (جو بايدن) وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله- ثم اجتماع قمة الأمن والتنمية بين دول الخليج، ومصر، والعراق، والأردن، والولايات المتحدة الأمريكية، اجتماعات ولقاءات ناجعة يقودها عراب السياسة، ورجل الذكاء والابتسامة واللباقة والدهاء. لن أكتب عن النتائج فهي معلنة، ولا عن الاتفاقيات الموقعة لأنها منشورة، ولكني سأكتب عن رجل القمة وصاحب الهمة الذي جمع الدول الحاضرة على أهداف واحدة، ونادى بحقوق العرب الأخرى في فلسطين، وليبيا، واليمن، وسوريا في ظل انتهاكات على أراضيهم حاصلة. شخّص أوجاع العالم العربي وطالب بعلاجها، تحدث عن الدور الإيراني في المنطقة والمطلوب منها، رجل يعرف ماذا يريد لوطنه ودولته ولأمته، وكيف يحصل عليه، يدرك ماذا سيقدم ومتى ولماذا، يعي الثقل السياسي والاستراتيجي الذي يحظى به ويتعامل على أساسه.
يطرح المواضيع الأمنية والفكرية والمناخية والاقتصادية بندية واستقلالية دون أن يكون فيها خضوع أو انهزامية، لنا قيمنا التي نفخر بها ولا نغيرها ولكم قيمكم، لنا سيادتنا ولكم سياستكم، يتحدث ويلمح الرئيس الأمريكي إلى بعض الأخطاء التي حصلت لدينا فيأتيه الرد بأخطاء أكبر منها وقعت منهم، والفرق أننا عالجنا الأخطاء بحزم، وهم كابروا وتجاهلوا بشيء من الوهم.
زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية التي يرى فيها سدًّا لفراغ يخشى عليه من ملئه بدول أخرى هي بالنسبة للسعودية إعلان للعالم بأن الأمن مقابل النفط زمن قد مضى، وعهد السعودية الحديثة حتمًا أتى فهي اليوم رائدة في الطاقة والتنمية والاقتصاد وغيرها فالزيارة محورية والمصالح متبادلة ومعنية في ظل المتغيرات الدولية والبيئية والاقتصادية.
فخورون دائمًا بوطننا وحكامنا واليوم نحن أكثر فخرًا وأشد نشوة بمنجزاتنا وبرجالنا وبدورنا وأهدافنا وبكل مخرجاتنا.
ما حدث في اليومين الماضيين بصمات ذهبية تضاف إلى تاريخ السعودية ورسالة دولية إلى الشعوب والدول وكل البشرية بأهمية وطننا واستراتيجية وضعنا، فلا يمكن أن تصنع الدول العظمى القرارات إذا لم تكن السعودية ضمن أول الحسابات، وبداخل الاتفاقيات، وفي مقدمة الأولويات، فبها يكتب العالم تاريخه، ويسجل للغد مستقبله، ويصنع لليوم حاضره.