إبراهيم الدهيش
-لعل في تحذير الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين من التعاقد واللعب في الدوري السعودي بحجة مماطلة أنديتنا في الوفاء بالتزاماتها التعاقدية، والتساهل في دفع أجور ورواتب محترفيها الأجانب، ما يجعلنا نعيد النظر في آلية وأساليب المراقبة والمتابعة في شأن كهذا كونه يمس سمعة رياضتنا السعودية، ويشكك في تعاملنا الإنساني والأخلاقي والأدبي مع من استقطبناهم ليساهموا معنا في رفع المستوى الفني لمنافساتنا المحلية!
-شيء مخجل ومعيب ومؤسف بالوقت نفسه أن يحصل هذا في وقت الكل يعرف ويدرك فيه حجم ما تبذله الدولة -حفظها الله- للرياضة وللرياضيين من دعم باذخ غير مسبوق، شمل جميع أنديتنا دونما استثناء. فمن المسؤول؟
-هل هي الأندية أم وزارة الرياضة أم الاتحاد السعودي لكرة القدم؟!
-برأيي الشخصي إنها كلها مسؤولة وإن كان بنسب متفاوتة .
-بعض -وأقول بعض- الأندية تسببت -بلا شك- في استصدار مثل هذا التحذير بمماطلتها، وعدم التزامها بالإيفاء ببنود اتفاقها وتعاقداتها، وبدفع حقوق ومرتبات محترفيها مما يفرض التساؤلات الآتية:
-أين ذهب الدعم الحكومي؟ وكيف صُرف؟ وأين أُنفق؟!
-أين هي مداخيل وإيرادات الرعايات والشراكات والاستثمارات؟ أم إنها مجرد مزايدات و(هياط) إعلامي لا طائل منه!!
-ووزارة الرياضة، وفي السياق نفسه معها الاتحاد السعودي لكرة القدم، أثبتا عدم قدرتهما على ضبط مثل هذه التجاوزات والتلاعب بالرغم من وجود نظام الحوكمة والكفاءة المالية، وقانون المسؤولية التضامنية، إلا أنهما من المؤكد يحتاجان لتطبيق أكثر صرامة وحزم، وتجديد يتلاءم مع المتغيرات.
-وتبقى الحقيقة المرة التي لا يمكن لغربال العاطفة أن يحجبها: إن ملفات إشكالياتنا وجدلياتنا أصبحت -مع الأسف- تنوء بها مكاتب الهيئات القضائية في الاتحاد الدولي. وكمحصلة طبيعية لهذا الوضع وهذا العبث غير المسؤول لا أستبعد عودة أنديتنا لمربعها الأول مع الديون ما لم يكن هناك تحرك جاد ووقفة حازمة جازمة لمعالجة ناجعة، تجنب أنديتنا عودتها لذلك المربع، وتحافظ على سمعة رياضتنا وكرتنا السعودية!!
تلميحة النهاية
-يبدو حتى هذه اللحظة استمرار الناقل الرسمي لدوري الموسم الفارط للموسم المقبل؛ إذ لم تتقدم حتى الآن أي قناة لشراء حقوق البث؛ ولهذا كل ما يتمناه الرياضيون والمشاهدون عمومًا أن تكون تجربة الموسم الماضي بمنزلة درس يستفاد منه؛ فقد عانى المشاهدون أيامها من نقل رديء وإخراج بدائي، فضلاً عن تلك البرامج المعلبة التي لا جديد فيها ولا تجديد لدرجة أن غالبية المتابعين لجؤوا إلى البدائل من روابط خارجية لمشاهدة المباريات بالأجهزة الذكية؛ ولهذا فالمطلوب دراسة ومعالجة تلك السلبيات، ودعم الكوادر الفنية، وتوفير المزيد من التقنيات الحديثة بما يتلاءم ويرقى لمستوى المنافسة، ويتناسب مع مسماها، ويشجع ويدفع المشاهد للاشتراك بدلاً من (مرمطة) التنقل والتحايل!! وسلامتكم.