سليمان الجعيلان
ماذا يعني أن يعلن معالي المستشار تركي آل الشيخ في (21 مايو 2018) وعبر برنامج الخيمة في القنوات الرياضية السعودية عن مبادرة ومكرمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن أزمة الديون الخارجية لجميع الأندية السعودية تمت تسويتها والتي تجاوزت أكثر من (333 مليون ريال) ووصلت إلى (107) قضايا خارجية ما بين منظورة وقيد الاستئناف ثم تعود بعض الأندية إلى المربع الأول في تكرار القضايا الخارجية وتراكم الديون المالية ؟! هذا يعني أن تلك الأندية لم تتعظ من أخطائها الإدارية ومن فشلها في التعاقدات الاحترافية والتعاملات المالية ولم تستفد من ذلك القرار التاريخي في تحسين وتطوير عملها الإداري والمالي!!..
وماذا يعني أن يعترف رئيس نادي الأهلي السابق عبدالإله مؤمنة في (12 أكتوبر 2020) وعبر برنامج «الدوري مع وليد» بأن وزارة الرياضة سددت (120 مليون ريال) هي ديون على النادي الأهلي ثم تعلن لجنة الكفاءة المالية بوزارة الرياضة في (08 يونيو 2022) عن الالتزامات المالية واجبة السداد ويتصدر نادي الأهلي قائمة الأندية الأكثر مديونية بأكثر من (48 مليون ريال)؟! هذا يعني استمرار بعض الأندية بالفشل الإداري والهدر المالي وأن تلك الأندية لم تقدر مواقف ووقفات وزارة الرياضة معها في أزماتها المالية المتكررة والمتراكمة!!..
وماذا يعني أن يصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قراراً بإلزام نادي النصر بدفع (20 مليون ريال) لصالح نادي فنربخشة التركي هي مستحقات انتقال البرازيلي جوليانو لفريق النصر ويظهر حينها مساعد وزير الرياضة لشؤون الإعلام والاتصال الدكتور رجاءالله السلمي في (05 مارس 2021) في برنامج الديوانية ويكشف بأن وزارة الرياضة بادرت بسدادها ثم يصدر قرار من غرفة فض المنازعات في الفيفا بإلزام نادي النصر بدفع مبلغ (4.5 ملايين يورو) هي قيمة رواتب اللاعب البرازيلي جوليانو من عقد العام الأخير للاعب مع النصر؟! هذا يعني أن بعض الأندية تعودت واعتادت على الاعتماد على وزارة الرياضة في سداد ديونها المتكررة والإيفاء بالتزاماتها المتراكمة!!..
وأخيراً ماذا يعني أن تصدر رابطة اللاعبين المحترفين بالفيفا «فيفبرو» في (05 يوليو 2022) بيانًا رسميًّا تنصح فيه لاعبي كرة القدم المحترفين بعدم التعاقد مع أندية موجودة في (7) دوريات معينة ومنها السعودية بسبب الانتهاكات المادية وأن ترد رابطة الدوري السعودي للمحترفين في الأسبوع الماضي على هذا البيان الرسمي؟! هذا يعني أن الدولة تبني لسمعة ومكانة وقيمة الدوري السعودي وبعض الأندية تهدم كل ما سبق بل وأكثر بالتساهل والتهاون بالالتزام بالعقود الاحترافية والرواتب الشهرية حتى مع وبعد دعم القيادة الرشيدة!!..
وعلى كل حال في الوقت الذي ننتقد فيه إدارات تلك الأندية المتساهلة في الإيفاء والوفاء بالأمور المالية والمساهمة في تشويه سمعة الرياضة السعودية كذلك في الوقت نفسه من الضروري أن نشيد ونثني على إدارات أندية الهلال والفتح والفيصلي وأبها التي واكبت وسايرت توجُّه الدولة وتوجيهات وزارة الرياضة في تطبيق بنود استراتيجية دعم الأندية وتنفيذ شروط الكفاءة المالية الأخيرة ولهذا من الخطأ أن تدفع هذه الأندية المنضبطة الثمن مع تلك الأندية التي لم تلتزم، لذلك كل ما نتمناه ونرجوه من وزارة الرياضة والاتحاد السعودي ورابطة دوري المحترفين أن يجتهدوا ويجدوا آلية وطريقة عادلة بل ومعلنة لكل الأندية لتكون دافعة للأندية المنضبطة ورادعة للأندية المنفلتة لأن من غير المعقول أو المقبول أن تتساوى الأندية الملتزمة بالعقود الاحترافية والرواتب الشهرية مع أندية عندها متأخرات مالية وعليها قضايا احترافية وفي النهاية يتم السماح لجميع الأندية بتسجيل اللاعبين المحترفين بحجة الجدولة أو أن القضايا منظورة وهي بالواقع ديوان متراكمة وقضايا منتظرة!!.