في كل مرة يضع فيها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك - حفظه الله -، ملف الزراعة والمزارع ضمن اهتمامه، ويقرأ ذلك الملف مدقِّقاً، متدبراً في التفكير بالتفاصيل جزئياتها وكلياتها، التي تحفظ تاريخها الحافل بمنجزات التطور والتنوع والاستدامة، حيث يؤكد سموه على دور المزارعين في المنطقة بالالتزام بمبدأ تنوع الإنتاج الزراعي، وترشيد المياه واستخدام التقنية الحديثة، وبأنهم بمختلف أطيافهم وأجيالهم يستحقون جميع هذا التقدير والفخر والدعم القيادي.
وعندما يتابع صاحب السمو أمير منطقة تبوك بنفسه أحوال الزراعة وأنشطتها، ويرمي إلى تنسيق الخيوط وربطها مع بعضها بعضا، وتشجيع العمل فيها لصالح المزارعين، فهو يريد أن يصل إلى هدف يطمئنهم على أن المنظومة في الإمارة تعمل لمصلحتهم وتدرك متطلباتهم وتحس باحتياجاتهم، ورسالته الدائمة تتعلق بأهمية الزراعة والمزارعين في المجتمع ودورهم الذي يتخطى كل الأدوار الأخرى، وقبل كل شيء أهمية دعم المنتجات الزراعية والابتكار والتصرفات المثالية للأجيال السابقة والحالية من المزارعين بوصفهم أصحاب رحلة إنجاز وبصمة تضاف إلى سجل تاريخ النهضة الزراعية في المملكة، وهوية مطبوعة على بواباتها.
ولا يمر وقت إلا ويبحث سموه عن السؤال عمن غاب، ويبحث في أسباب الغياب، ويحرص على متابعة شؤون الزراعة وأحوال أهلها، ليس بصفته المسؤول الأول عن المنطقة فحسب، ولكن بصفته قيادياً مرهفاً وأباً عطوفاً لم يقصّر يوماً عن الاستماع لهم، ولم يتوقف عن دعوتهم للفخر بأنفسهم، وتأدية دورهم العظيم كمميزين، ودعوة المؤسسات والشركات الزراعية للمساهمة بالمزيد من الجهود والأعمال لتلبية آمالهم وتحقيق طموحاتهم وتعزيز حضورهم الزراعي المتميز.
إن كل مزارع يمنحه سموه الاهتمام، فهو يؤازره ويلهمه ويطوّر قدراته، ويسخر الجهود لتعزيز مكانته الزراعية، ويبحث عنه بالسؤال إن غاب، ويدعوه لتنشيط الساحة الزراعية في مدينة تبوك ومحافظات تيماء وضباء وأملج والوجه والبدع، ليأخذ بيد الأجيال الجديدة الشابة ويلهمهم وينثر عليهم عطاءه الإبداعي كالعطر، ويغدق من تجاربه معهداً زراعياً للأجيال الجديدة الشابة، تحثهم وتراقب البراعم المتفتحة من بينهم.
وفي كل مرة يتحدث فيها صاحب السمو أمير منطقة تبوك، فهو يشير إلى كل المزارعين في المنطقة إشارات تأكيد على مدى ثقته بهم، وبعظم المسؤولية على كواهلهم تجاه وطن فريد لم يأل جهداً في بناء منظومة مثالية داعمة للإبداع الزراعي بكل مجالاته وفئاته، وتجاه عطاء القدر الذي منحهم فرصة الانضمام إلى سجل الذهب في تاريخ جائزة الأمير فهد بن سلطان الزراعية على مدى 31 عاماً، أبناء منطقة تبوك المبدعين، ممن جدُّوا واجتهدوا بالأفكار المبتكرة والمبادرات المتميزة، واشتغلوا على نسج وبناء جسور الالتقاء مع رؤية المملكة 2030، والذين تحبهم حكومة خادم الخرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده ـ حفظهما الله ـ لأنهم أصحاب المواهب والملكات الفائقة التي تثري المجتمع واقتصاد الوطن، وتزيد من فخر واعتزاز المواطنين وتقديرهم لهم.
أليس ما يزيد المزارعين اعتزازاً ومباهاة بأنفسهم، وبأهمية دورهم وما يملكونه، أن القيادة الرشيدة ـ أعزها الله ـ لا تتوقف يوماً عن الوقوف إلى جانبهم، تساعدهم في الاستثمار في سلاسل إمدادات الغذاء وتقديم الخدمات اللوجستية وتذليل الصعوبات والتحديات التي تواجههم، ليعلو صوت منجزاتهم بشكل أعلى، ولكي يتم تحويل الصعوبات والتحديات إلى فرص ممكنة تعطيهم الوثبة إلى مزيد من التميز الإبداع؟.
فبارك الله في جائزة الأمير فهد بن سلطان الزراعية التي برزت على المنطقة آثارها، وذاع في الوطن أخبارها، وازدهرت رياض تبوك بعطائها, ونال حتى الآن 930 مزارعاً شرف الفوز بها.
وشكراً ثم شكراً ثم شكراً.. لأمير منطقة تبوك، على ما قدم وبذل للمنطقة وأهلها على مدى 36 عاماً.
Alshamlan641@gmail.com